بقلم : أياد السماوي …
في مثل هذا اليوم المصادف 31 / 01 / 2020 كنّا قد وجّهنا رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري , عبر وسائل الإعلام المحلية وقبل صدور المرسوم الجمهوري الخاص بتكليف السيد محمد توفيق علاوي بيوم واحد , تحت عنوان ( من أياد السماوي إلى السيد مقتدى الصدر .. إبعدوا أمريكا عن العراق ) جاء فيها ..
( سماحة السيد مقتدى الصدر / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد ..
سماحة السيد .. لا شّك أنّكم قد وقفتم على النوايا التي تخطط لها الولايات المتحدّة الأمريكية بترشيح السيد مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات العراقي إلى رئاسة الوزراء , من خلال دفع رئيس الجمهورية برهم صالح الذي بات يصطّف مع أمريكا بشكل علني ومن غير تقية , برفض جميع المرّشحين لمنصب رئيس الوزراء , تحت مبررات لم تعد خافية على أحد .. فالمخطط الأمريكي بدفع الكاظمي إلى رئاسة الوزراء قد أصبح في مراحله الأخيرة خصوصا بعد لقاء برهم صالح مع الرئيس الأمريكي على هامش أعمال منتدى دافوس الاقتصادي , فالتعليمات الأمريكية تدعو الرئيس صالح إلى رفض أي مرّشح لرئاسة الوزراء غير السيد مصطفى الكاظمي رجل أمريكا الأهم في العراق .. وهذا الكلام لم يعد مجرد استنتاج أو تحليل سياسي , بل هو توّجه وأوامر يجري العمل عليها بمساعدة بعض القوى السياسية الشيعية وتتبناها القوى السياسية السنيّة والكردية .. سماحة السيد مقتدى الصدر .. إنّ رفضنا للكاظمي ليس لأنّه مرّشح أمريكا لرئاسة الوزراء فحسب , بل أنّ الكاظمي يفتقد لأي مؤهل يتطلّبه منصب رئيس الوزراء المسؤول الأول عن رسم السياسات العامة للدولة , ورئيس الوزراء يجب أن يتحلّى بالخبرة الإدارية في إدارة مؤسسات الدولة ويكون ملّما بشؤون السياسة والاقتصاد , وهذه العناصر يفتقد إليها السيد الكاظمي .. سماحة السيد .. إنّ أهمّ شرط وضعته المرجعية الدينية العليا هو أن يكون المرّشح لرئاسة الوزراء شخص غير جدلي , فليس هنالك مرّشح أكثر جدلا من الكاظمي .. أمّا أهم شرط وضعته ساحات التظاهر هو أن يكون المرّشح من عراقي الداخل ولا يحمل جنسية أجنبية أخرى , وهذا الشرط لا يتوافر في السيد الكاظمي الذي يحمل الجنسية السويدية .. سماحة السيد مقتدى الصدر .. هنالك من يتّهمك بأنّك مؤيد لترشيح الكاضمي لرئاسة الوزراء بالخفاء ومتّفق مع برهم صالح لتمريره .. فكما أعلنت بشكل واضح وصريح رفضك لمرّشحين هم أفضل من الكاظمي بكثير لتوّلي هذا المنصب .. مطالب اليوم بإبعاد هذه التهمة عن نفسك بتغريدة ترفض فيها مرّشح الرئيس الأمريكي ترامب قاتل الشهيدين المهندس وسليماني لتكون مصداقا على الشعار الذي رفعته كلا كلا أمريكا .. فالوضع يا سماحة السيد مقتدى خطير جدا وينذر بعواقب خطيرة لا تحمد عقباها ) ..
سماحة السيد مقتدى الصدر .. كان هذا جزء من الرسالة المفتوحة التي أرسلناها لسماحتكم عبر وسائل الإعلام المحلية , وبعد عامين على هذه الرسالة التاريخية لا زال بلدنا العراق يواجه مخاطر إعادة تجديد ولاية مصطفى الكاظمي مرّة أخرى إلى رئاسة مجلس الوزراء , فإذا كان ظرف العراق لم يسمح للكاظمي خلال الفترة الماضية من تسليم العراق إلى أمريكا وإسرائيل والإمارات والسعودية عبر مخطط الشام الجديد الجهنمي , بحكم وجود الحشد الشعبي والمرجعية الدينية العليا صمّام العراق الأمين , فإنّه سينجز وينّفذ هذا المخطط الجهنمي المرسوم للعراق في حالة إعادة تجديد ولايته وسيقوم بحل الحشد الشعبي حامي الأرض والعرض والمقدّسات , وسيفتح أبواب العراق على مصراعيها للتطبيع مع إسرائيل وبتنسيق كامل مع رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي وبدعم أمريكي وسعودي وإماراتي .. سماحة السيد مقتدى الصدر .. إنّ تصويت الكتلة الصدرية لإعادة التجديد لرئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي كان خطيئة كبرى وليس خطأ بسيطا وقد نسفتم بهذا التصويت شعار الإصلاح السياسي الذي رفعته الكتلة الصدرية نسفا , وإذا ما تمّ التصويت لا سامح الله لأي من المرشحين لرئاسة الجمهورية ( برهم صالح و هوشيار زيباري ) , فإنّ هذه الخطيئة ستتحوّل إلى جريمة بحق العراق وشعبه .. سماحة السيد مقتدى الصدر .. إذا كنت قد عقدت العزم ( وحاشا لله ) أن تسلّم العراق وشعبه إلى أمريكا وإسرائيل والإمارات والسعودية , فما عليك إلا بإعادة تجديد ولاية مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء فهو خير من يقوم بتنفيذ المخطط الجهنمي المرسوم للعراق وشعبه ..
أياد السماوي
في 31 / 01 / 2022
السابق بوست