بقلم : أياد السماوي …
لم يعد هنالك متّسع من الوقت للخروج من أزمة مخرجات العملية الانتخابية , وجلسة مجلس النواب المخصّصة لانتخاب رئيس الجمهورية لم يعد يفصلنا عنها سوى يومان , وحتى هذه اللحظة لا زالت مواقف الأطراف تراوح في مكانها , حيث لا زال موقف الحزب الديمقراطي الكردستاني على حاله بخصوص مرّشحه لرئاسة الجمهورية هوشيار زيباري , لم يتغيّر بسبب التحالف الثلاثي القائم بين الحزب وبين الكتلة الصدرية وكتلة السيادة .. ومن جانب آخر لا زالت الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر تراهن على تفكيك الإطار التنسيقي ومحاولة إغراء بعض أطرافه بالتخلّي عن دولة القانون , بالرغم من الموقف الثابت والقوي بالنسبة لأطراف الإطار , ولو نظرنا إلى جوهر وحقيقة هذه الأزمة لوجدنا أنّ المواقف الشخصية ومحاولة الاستئثار بالسلطة بالنسبة للكتلة الصدرية التي تسعى لابتلاع الدولة العميقة والسيطرة على مفاصل الأمن والاقتصاد هي السبب الحقيقي الذي يقف وراء استمرار هذه الأزمة , كذلك الحال بالنسبة للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يسعى هو الآخر للاستحواذ على منصب رئاسة الجمهورية ودفع حزب الاتحاد الوطني عنها .. وبالرغم من أنّ المفاوضات بين الأطراف المتخاصمة للخروج من هذه الأزمة لا زالت مستمرّة وقد تسفر في أي لحظة عن اتفاق يجنّب البلد الذهاب إلى خيار تعطيل العملية السياسية برّمتها من خلال الثلث النووي المعطّل , يبقى خيار الثلث المعطّل سلاحا نوويا فتاّكا بيد الإطار التنسيقي وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني والمتحالفين معهم من التكتلات السياسية الأخرى , قد يقلب الطاولة على تحالف الثلاثي ( أبو هاشم وأبو مسرور وأبو سرمد ) ويوقف عملية انتخاب رئيس الجمهورية والعملية السياسية برّمتها , خصوصا بعد صدور قرار المحكمة الاتحادية العليا المتعلّق بنصاب جلسة انتخاب رئيس الجمهورية القاضي بحضور ثلثي عدد أعضاء , حيث أوقف هذا القرار ما كان يخطط له التحالف الثلاثي بعقد الجلسة بنصاب النصف زائد واحد اعتمادا على أبي ريكان والمضي بإجراءات انتخاب رئيس الجمهورية بالاقتراع الثاني ..
ومن أجل عدم دفع الآخرين للذهاب إلى خيار مقاطعة جلسة مجلس النواب الأثنين القادم وتعطيل انتخاب رئيس الجمهورية والعملية السياسية , فإنّ مصلحة البلد والشعب تتطلّب الابتعاد عن المصالح الشخصية والحزبية وتجاوز الخلافات والمضي بخيار التوافق على شخصيّة مستقلّة لرئاسة الجمهورية غير جدلية أو متوّرطة بأي فساد سابق وتجاوز على الدستور , وهذا يتطلّب أن يتخلّي الحزبين الكرديين الكبيرين عن مرشحيهما الحاليين .. وكذلك الضغط على الكتلة الصدرية بتعطيل العملية السياسية برّمتها من خلال سلاح الثلث المعطّل ما لم يتمّ التوافق على اختيار رئيس مجلس الوزراء القادم وكابينته الوزارية , وهذا يتطلّب من كتلة الإطار التنسيقي وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني العمل معا حتى يتمّ التوافق على اختيار رئيس مستقل للجمهورية ورئيس مستقل لمجلس الوزراء ليس جزءا من حالة الفشل السابقة , وعدم التصديق بأي كصكوصة مهما كان لون حبرها .. فالعار كلّ العار أن يلدغ المؤمن من ذات الجحر مرّتين .. إعلنوا عن سلاح الثلث النووي المعطّل وليشرب المعاندين من نهر العطشان في السماوة ..
أياد السماوي
في 05 / 02 / 2022