بقلم : أياد السماوي …
قبل أن أبدأ مقالي لهذا اليوم , لا بدّ لي أن أبدأ أولا بأسمى آيات التحية والإجلال لرجال القضاء العراقي وعلى رأسهم حادي ركبهم الدكتور فائق زيدان وقضاة المحكمة الاتحادية العليا الشجعان الأبطال وعلى رأسهم رئيس المحكمة البطل القاضي جاسم محمد عبود .. أنّ قرار المحكمة الاتحادية العليا المتعلّق بالحكم في القضية ( 59 / اتحادية / 2012 ) الذي صدر يوم أمس الموافق 15 / 2 / 2022 قد أثبت للعالم بأسره أنّ هنالك ضوء في نهاية النفق , وأنّ في العراق رجال صادقون في عهودهم وأوفياء في وعودهم وثابتون على طريق الحق .. وإذا كانت العملية السياسية الجارية التي أعقبت أعتى نظام ديكتاتوري مرّ على العراق وشعبه منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة , قد حملت لنا كلّ شذّاذ الآفاق من الفاسدين والمنافقين والكذّابين والانتهازيين والوصوليين واللصوص , لينهشوا كالكلاب الضالة جسد هذا الشعب المبتلى , فمع كلّ هذه الأوضاع المليئة بالألم واليأس والفقر والجوع والخذلان والمرارة , ينهض من وسط هذا الركام والخراب رجال آمنوا برّبهم وشعبهم يحدو بهم قاضي القضاة الأول وأخوته قضاة المحكمة الاتحادية العليا , ليعيدوا لهذا الشعب الأمل والبسمة للشفاه الذابلة من الفقر والجوع والألم .. فهنيئا لكم أيّها العراقيون هذا الإنجاز التاريخي الذي عجز عن تحقيقه هذه الجوقة من السفلة الذين جثموا على صدورنا منذ الإطاحة بالددكتاتور المقبور وحتى هذه اللحظة ..
ومما يحزّ بالنفس أنّ الذين فشلوا بحماية أموال وثروات العراقيين من النهب والسرقة كلّ هذه السنوات وكانوا شركاء لناهبي وسارقي نفط العراق وثرواته , قد صمتوا صمت أهل القبور ولم ينبسوا ببنت شفة عن هذا القرار التاريخي الذي أعاد نفط الشعب للشعب , إلا من القلّة القليلة من القادة والنواب الشرفاء والغيارى الذين بادروا وأصدروا بيانات التأييد لهذا القرار التاريخي .. وفي هذه المناسبة أريد أن أتوّجه بالكلام إلى زعيم الكتلة الصدرية وحامل شعار الإصلاح مقتدى الصدر , وأرجوا أن يتّسع صدره للاستماع لما نقول ويشهد الله وملائكته وأنبيائه علينا , أنّنا لا نريد سوى مرضاة الله سبحانه والدفاع عن حقوق أبناء شعبنا العراقي .. فهل يعقل يبن الصدرين العظيمين أن تقضي محكمة أمريكية بعدم مشروعية بيع النفط من كردستان , ويتصدّى قائد الإصلاح لقرار محكمة الشعب العراقي العليا بوقف سرقة ونهب نفط الشعب العراقي ؟؟ فهل أصبح قائد الإصلاح أقل وطنية من هذه المحكمة الأمريكية ليتّهم القضاء العراقي بأنّه مسيّس ؟ وهل سأل قائد الإصلاح نفسه لماذا لم يصدر تحالف السيادة السنّي الذي تربطه بالسيد مسعود بارزاني أوثق العلاقات أيّ تعليق أو بيان على قرار المحكمة الاتحادية العليا ؟ ثمّ وهل هنالك قرار للإصلاح أهم وأكبر من قرار استعادة نفط الشعب العراقي من النهب والسرقة ؟ والله وبالله وتالله يا سماحة السيد مقتدى الصدر كنّا نعتقد أنّك ستقود بنفسك تظاهرات التأييد لهذا القرار التاريخي العظيم , واسمح لي أن أقول لك أنّك بانتقادك القضاء العراقي قد خذلت دماء أبيك وعمك وأخويك ودماء شهداء شعبنا , وخذلت أنصارك الذين يرونك قائدا للإصلاح .. أمّا أنت يا نوري المالكي فأقولها لك صراحة وبكلّ ألم ومرارة , أنّك لم تعد أخي وصديقي بعد هذا الموقف اللا مشرّف , دافعت عنك كثيرا وتحمّلت الأذى بسبب موقفي الداعم لك , لكنّي الآن اشعر بالخيبة والمرارة بسبب موقفك من قرار المحكمة الاتحادية التاريخي .. عاش العراق وشعبه وقضائه العادل والمستقل ..
أياد السماوي
في 16 / 2 / 2022