بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
كنت ومازلت من أقوى الداعمين لأكاديمية الخليج العربي للدراسات البحرية، وسبق لي ان وقفت بقوة ضد فكرة هيكلتها والاستغناء عنها. لكن مشكلتنا مع مجلس الأكاديمية انه أنساق مع سبق الاصرار وراء التوجهات النقابية الضيقة، وتبنى منذ زمن بعيد سياسة تعسفية ظالمة ضد خريجي مركز التدريب، على الرغم من ان تعليمات الأكاديمية نفسها تقرُّ وتعترف بالسماح لهم بمواصلة تعليمهم العالي. لكن مجلسها حرمهم من الالتحاق بالكلية البحرية، وقطع عليهم الطريق نحو فرص التعليم المتدرج واضعاً سداً منيعاً بوجه أصحاب الخدمات البحرية الفعلية الذين تتوفر فيهم الشروط كلها، والأغرب من ذلك ان المجلس وافق على قبولهم في بعض الدورات السريعة لنيل شهادة ضابط ثان أو مهندس ثان، لكنه لم ولن يستجب لنداءاتنا بقبولهم في الكلية البحرية، في حين يحق لأي منهم إكمال دراسته العليا في ارقى الاكاديميات العربية والأوربية بضمنها الكليات البحرية البريطانية. .
لا شك ان مجلس الأكاديمية يعلم علم اليقين بالتسهيلات التي تقدمها الأكاديميات الاخرى لقبولهم اعتمادا على شهادتهم البحرية الاولية، وخدمتهم البحرية الفعلية، والفحص الطبي. وهذا ما لا يؤمن به مجلس الأكاديمية، الذي ظل متزمتاً برأيه حتى الساعة. فالحواجز التي كبلوا بها عقول ابناءنا لم تمنع الطامحين منهم من إكمال دراساتهم العليا في الجامعات المتاحة في أرض الله الواسعة، التي حصلوا منها على شهادات البكلوريوس والماجستير، ومنهم من حصل على الدكتوراه من جامعة لندن والجامعات الألمانية، ومن نافلة القول نذكر ان وزير النقل (عامر عبد الجبار) أستفسر عشرات المرات عن صحة صدور شهادة الدكتور (حسن علي موسى) من جامعة لندن، ربما كان السيد (عامر) من المؤمنين بتعطيل العقول واحتجازها في قوالب وظيفية مقفلة.
ختاماً: يتعين على أعضاء مجلس إدارة الأكاديمية أن يؤمنوا بأن الاستمرار في التعلم يساعد في دعم المواهب والمهارات، ويساعد في تطوير طواقمنا وتأهيلهم الى المستويات المنشودة. وينبغي أن يؤمنوا بالضرورات الحتمية التي تلزمهم باحتضان الموهوبين والاكفاء، والعصف بطاقاتهم الإبداعية. وبخلاف ذلك لا مناص من إرسالهم إلى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في مصر لنيل اعلى الشهادات، أو إلحاقهم بالكليات البحرية البريطانية التي لن تتعامل معهم بأساليب التعسف النقابي المنحاز الى فئة بعينها وتهميش الفئات الاخرى، ما ينذر بتقوقع أكاديميتنا وتراجع دورها، وهذا ما لا نتمناه لها. .
قد ينجح البعض في صنع الموانع، لكن عقول طواقمنا غير قابلة للتكبيل أو الحرمان والاستبعاد. . .