بقلم : سعد محسن خليل …
في الثاني عشر من اكتوبر عام ١٩٦٠ هز
الزعيم الروسي نيكيتا خروشوف طاولة الامم المتحدة عندما ضرب بحذائه الطاولة التي امامه خلال اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة عام ١٩٦٠ اعتراضا على خطاب رئيس الوفد الفلبيني الذي انتقد السياسة الخارجية للاتحاد السوفيتي وتصرفاته في شرق اوربا واصفا اياها بالاستعمارية ٠٠ وبهذا التصرف الغير منطقي فتح القائد الروسي خروشوف امام رؤساء الاتحاد السوفيتي الحجة لان يكونوا اقوياء وحاسمين في مواجهة اعداءهم المفترضين ممن يطلق عليهم السوفيت رؤساء الدول الاستعمارية ٠٠ ولم يخطر بخلد خروشوف ان يظهر بعد اكثر من ستة عقود شخص يحمل نفس مواصفات الرئيس القوي خروشوف ولم يلوح هذا الرئيس بوتين للغرب بحذائه بل لوح بجزمة الجندي الروسي عندما دخلت هذه الجزمة دون سابق انذار اراضي اوكرانيا في محاولة لتركيع الغرور الامريكي والاوربي ووضعه في موقعه الحقيقي بعد ارتكابه الكثير من الجرائم بحق الشعوب الضعيفة ومن بينها العراق عندما اجتاحت قواتهم الاراضي العراقية دون حرمة بحجة امتلاك العراق اسلحة محرمة كذبا وزيفا ٠٠ ونحن لانقول ذلك انتقاما للهم العراقي او امتداحا لروسيا والتقليل من شأن امريكا ابدا بل لنؤكد ان امريكا تمر حاليا بمرحلة الانهيار الامبراطوري الشامل كما ان البنية الثقافية والاجتماعية والاخلاقية للامة الامريكية كلها مهشمة وممزقة وتالفة وعليها سيصبح من المستحيل على امريكا وشعبها مواجهة الدب القطبي الروسي٠٠ ان مافعلته امريكا في العراق وفيتنام وهاييتي وافغانستان واليمن وكمبوديا خلال ال ٥٠ سنة الماضية ستدفع ثمنه الان على ايدي الروس خاصة وان الروس اعلنوا عن تفعيل اسلحتهم النووية باتجاه امريكا وبريطانيا وجميع دول اوربا مما اصاب امريكا بالخوف والصدمة وجعلهم غير قادرين حتى الرد على التهديدات النووية الروسية ٠٠ فقد اعتادت امريكا وعبر تاريخها الاستعماري على تدمير الشعوب الضعيفة والجائعة ومن ثم الاحتفال والرقص على اصوات وانين الضحايا لكنها في كل الاحوال لم تستطع مواجهة القوى الكبرى امثال روسيا ولو حتى بجزء بسيط من اشكال الحرب النفسية ٠٠ ان روسيا تريد اليوم تاديب الرعونة والحماقة والسقوط الامريكي وتعيدها الى صوابها ٠٠ اذن العالم كله اليوم امام مفترق طرق خطيرة وتاريخية ومرعبة ٠٠ فاما ان يصبح العالم اكثر تحضرا ويبتعد عن لغة التهديد والابتزاز والحرب ونهاية عصر العولمة والامركة وهو الاحتمال الاقوى او ان تتمكن امريكا ومن معها من الدول الاوربية ان تبتعد عن احلامها الاستعمارية وتغير اتجاه بوصلتها السياسية والاقتصادية باتجاه بناء علاقات متطورة مع دول العالم دون تدخلات او فرض املاءات وتنفيذ عمليات عسكرية غير مبررة ضد شعوب العالم المستضعفة ٠٠ اما بالنسبة لاوربا فانها كلها ستكون حديقة خلفية خدمية وترفيهية لقيصر روسيا الجديد بوتين الذي يحمل في فكره امجاد وقوة وعزيمة القائد الروسي الشهير خروشوف الذي مازال حذائه يتراءى في الامم المتحدة لكل متجبر اراد ان يكون فرعونا فخسفت به الارض ٠٠ ولانقول غير ان الضربة التي اتتك ظلما ستعود لظالمها غدا فلا تشغل بالك بالانتقام من احد فربك يرد المظالم ٠٠ والسلام ختام