بقلم : حسن المياح …
{ الإصلاح ما هو إلا موضة شعار زائف ، وتقليعة كذب وفعل جذب وحالة غدر ، ويافطة خداع ، وراية مكر ونكر ، أكل عليها الدهر وشرب …. ونام …. فلا تلوكوها ثانية ، لأنها لا تمضغ حتى لو تم قضمها صعلكة بالمفهوم الجاهلي للصعلكة ، وبلطجة ، وإرهابآ …. }
من العنوان أن هناك أكثر من فساد واحد ، وأقله هو إثنان ، وهذا هو ما نركز عليه في هذا المقال . وهذان الفسادان ( أو النوعان من الفساد ) هما الإتحادي والمحلي ، والإتحادي هو مايشمل الحكومة ووزاراتها وتوابعها الهيكلية في التأسيس والتكوين واللحوق ….. ، والمحلي هو الفساد الذي يكون في المحافظات بإعتبارها حكومات محلية لها نوع من حرية السيادة ومرونة التصرف ……. وهذا الفساد العام الشامل هو أساس جعل الحكومات أن تكون عصابات صعلكة ، ومافيات إرهاب ، وتجمعات وإجتماعات نهب وسرقات ، والسبب في ذلك هو أن هذه الحكومات الإتحادية والمحلية ترى نفسها أنها محددة بوقت أطوله أربع سنوات ، وأنها فرصة مهمة لا تعاد ولا تعوض لبناء جيب ذات المسؤول السياسي الحاكم المتسلط ، مهما كان نوع ذلك الجيب ، فرديآ لمسؤول سياسي ، أو أنه لحزب أو تيار أو أي تجمع وتكتل سياسي يزعم أنه يؤدي المسؤولية ، وهو ليس منها ، ولا يمت اليها بأي صلة …… لذلك ترى الفساد هو المستفحل في العراق بعد عام ٢٠٠٣م …… وأن ” المسؤول السياسي ” الجائع المتشرد المتسول المعبأ عمالة ، قد جيء به ليعالج عقدة النقص ( وهي مرض نفسي يشير الى الحرمان والفقدان ) التي هو فيها ، والتي يعاني منها مرضآ نفسيآ ، وقد أحدثت له ، وأسست في نفسه روحآ عدوانية ، ونزعة إنتقامية ، من كل ما كان يعانيه ، وولدت عنده شوقآ الى أن يكون إرهابيآ بلطجيآ مجرمآ ، وأصلت في نفسه مرض السادية الذي جعله يلتذ ويستمتع وتنفتح أساريره بالقتل والإرهاب والإجرام والتعذيب والقسوة والدماء والظلم والتجويع ، وما الى ذلك من صفات الإجرام المادي والتعذيب المعنوي النفسي ، الذي يحقق له وعنده حالة النشوة والإرتضاء والإرتياح ، وأنه يرى الشعب كله كأنه العدو الذي يجب أن يقتص منه ذلك المسؤول السياسي العميل المجاء به وسيلة تنفيذ أجندة ، وتبرير فعل الإجرام والإنتقام ، ليرتاح من العذابات التي كان منها يعاني ويتخبط ، لما كان سائلآ مستجديآ لئيمآ حاقدآ لقمة الخبز التي بها يشبع بطنه المهان الفارغ ، ولما كان يبحث عن المأوى الذي فيه يربض كما هو الحيوان الذي يستكن في جاخوره وربيضته التي فيها يسكن وينام ……
لما يستشري الفساد في جسد الحكومة الإتحادية ، ويستفحل ، وينشغل الشعب بما هو مظلوم فيه من قبل الحكومة الإتحادية التي هي الأم الجامعة ….. ، فأن المحافظات الحكومات المحلية البنات الشاذات يستغلن الظرف المحموم المنفلت ، ويبدين يسرحن عاريات مكشوفات في الملذات والإرتياحات ، ويرفلن نشاطآ مسعورآ في الإحتفالات والوجودات الهامة التي تقدم الفرح والمرح ، ليكسبن وطرهن الذي نذرن وجودهن المجرم العابث إنسياحآ وتجولآ نافعآ مريحآ ، ويمخرن من عباب الملذات والشهوات والرغائب والتمنيات ، ليملأن أجسادهن نغمات طرب ، وحركات رقص ، وتموجات مرح لذة جنس وإشباع شهوة ، ليكن الفتيات الأرستقراطيات المنتفشات ثراءآ ، والمنتفخات أرزاقآ ، والمتورمات جيوبآ بالدولارات ، والمهيئات ( بما لهن من شأن حكومي بغطاء وجود مسؤول ) للشركات والمانحاتهن عقودآ ومشاريعآ على الإختصاص والإستفراد في الإختيار ، ليكن إمبراطوريات تجارية ، بفترة زمنية تقدر بقدر فترة مسؤولية وحاكمية ذلك المسؤول السياسي المحلي الذي له اليد الطولى في الأمر والفعل ، والحرية التامة في التصرف ، محققآ — بخبث ومكر ودهاء شيطنة — مفهوم كلمة إمام معصوم الذي هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام لما أراد أن يصف لعبة إحتيال ، في قالب مقبولية فرض لحال ، يؤكد فيه إستمرار الظلم والباطل ، والإجرام والتصرف اللاشرعي ، وهي مقولة 《 إحلب حلبآ لك شطره 》……
والفسادان ( الإتحادي والمحلي الحكومي ) كلاهما ينخر وينهب ، ويضعف ويستهلك ، أعضاء جسم ثروات وخيرات وكنوز الشعب العراقي ، بحيث جعله هيكلآ عظميآ لا ترى منه إلا عظامه الضعيفة المنخورة ، وأضلاعه الرقيقة المهلهلة البادية المكشوفة ، بعدما إستحوذ الفسادان الإتحادي والمحلي الحكوميان على اللحم الطيب الترف الطازج أكل هبر ، ولاكته أنيابهما المفترسة المتوحشة البارزة شر إنتقام وإغيال ، وهبر وتقطيع ، وإزدراد وبلع ، بعد قضم وتمزيق ……
والفساد الحكومي المحلي هو أشد فتكآ ، وأكثر ضراوة ، وأبلغ وأكبر نهبآ من الفساد الإتحادي ، لما يحتمي ، ويختفي ، ويضيع ، في ظل إستشراء الفساد الحكومي الإتحادي …..
وهذا ما هو كائن الآن ، ومن قبل بعقدين عمر سنين من الآن ، ولا زال ناشطآ قويآ شديدآ ، لما في الفريسة ( ثروات وخيرات وكنوز الشعب العراقي ، التي هي منة الله ورزقه لشعب العراق المظلوم المحروم الموجوع الجائع بسبب فرض سياسات عميلة مجرمة ظالمة ) من لحم ثور بدين متعوب عليه علف سمنة وتربية كيان لحم متكدس في جسم قابل للسمنة والإتساع ….. فيجب الإلتفات الى هذه الآفة ، والإعتناء بمعالجتها والقضاء عليها قبل أن تنفث كامل سمومها القاتلة المميتة الحارمة الظالمة …..
والعجيب أن هذا المسؤول الإتحادي ، والمحلي بالخصوص ، الذي هو إفعى كوبرا أفريقية ذات أجراس ، تفح … ، وتنفخ … ، وتزفر السموم … ، وكأنها هي المعتدى عليها ، وأنها تدافع عن نفسها ….. ، متبعة المثل العربي المشهور《 رمتني بدائها …. وإنسلت 》…. !!! ؟؟؟
فالحذار … الحذار … الحذار … من فساد الحكومات المحلية القابعة في الظلام نشاط نهب وإرهاب وسرقات وكومشنات ، والمتسترة في وتحت ظلال إستشراء الفساد الإتحادي …… لأن خطره كبير ، ونخره جسيم ، وظلمه قاتل مبيد ، وحرمانه اللاغي لوجود شعب محافظات يترك شعبآ جائعآ غرثآ ، مسلوب الحقوق ممنوعها عطاءآ ….. إستحواذآ وسيطرة بلطجة وإستئثار مسؤول صعلوك مجرم ظالم ناهب ناقم …. مما ينذر بهبوب عواصف مجنونة كاسحة قالعة …. وأنها قيد قدحة كلمة ، أو تظاهرة ، أو إنتفاضة ….. فتتعاظم … وتصبح ثورة عارمة شالعة داكة ، مزلزلة مفرغة ، ناهبة نهب إجتثاث وجود فاسد مجرم لئيم ، الذي لا يبقي ولا يذر فاسدآ يدب دبيب إجرام على الأرض …… ولحظتها …. وإذا تنازلنا وتجاوز الوقت إمتدادآ زمنيآ … ، ساعتها …. لا يفيد أسف أو ندم ، لأنه لات حين تأسف …. أو مندم ……
حسن المياح – البصرة .