بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
باتت المواجهات الحربية بين موسكو وتل ابيب وشيكة الوقوع، ولاحت بوادرها في المناورات التي نفذها الجيش الروسي على مشارف الجولان في سوريا، حيث لم تعد روسيا بعيدة عن الحدود الشمالية لإسرائيل، فالشرطة العسكريّة الروسيّة تعمل هناك، ولها مقار وثكنات، ثم جاء الاجتياح الروسي لحليفتها أوكرانيا، فتزايد قلقها على مصير ثمانية آلاف إسرائيلي هناك، وتزايد خوفها على إنهيار الحكومة اليهودية في كييف في ضوء الردود الامريكية المخجلة في التعامل مع الأزمة الاوكرانية، وخروجها المهين من أفغانستان، وتراجع مؤشرات قوتها، ما أدى إلى تراجع قوة الردع الاسرائيلية، الأمر الذي سيفرض عليها مزيداً من التحديات في المنطقة. فظهر الارتباك واضحاً على تل ابيب من خلال ردود أفعالها، وطريقة تعاطيها مع تداعيات الهجوم الروسي الكاسح. .
لقد ادركت انها ستقع في ورطة حقيقيّة. وربما عقدت عزمها الآن على عدم الانجرار وراء أمريكا في الأزمة الاوكرانية، والحفاظ على قنوات الاتصال بموسكو، وترسيخ علاقتها بها من أجل منع أيّ احتكاك عسكريّ في سوريا، ومنع أيّ احتكاك مع حماس في غزة، أو مع حزب الله في لبنان. وحرصت أيضاً على عدم الانخراط في مسار فرض العقوبات على روسيا، حتى لا تُغضب الدب الروسي الهائج، واكتفت بمراقبة تفاعلات المواجهات الحربية في أوكرانيا، ومراقبة تداعياتها على المشهد الدولي بصورة عامة، وخشيتها من الرغبات الامريكية بتوقيع الاتفاق النووي مع إيران، وخشيتها من تزايد الهجمات عليها من مختلف الجبهات، وهكذا وضعتها الظروف أمام حسابات صعبة، تبدأ من سوريا وتمر بإيران، وبينهما روسيا. .