بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
هي نفسها التي شيدت عروشها فوق جماجم الأبرياء، وهي نفسها التي أطلقت شرارة الحرب العالمية الأولى، فأودت بحياة أكثر من 37 مليون نسمة، ثم أطلقت شرارتها الثانية فأزهقت أرواح أكثر من 60 مليون.
وهي التي نهبت ثروات الشعوب الفقيرة في شرق الأرض وغربها، وهي التي بسطت نفوذها على البلدان الضعيفة، فصادرت حقوقها ومنعتها من تقرير مصيرها، وهي التي تمادت في سياساتها التوسعية، وسمحت لجيوشها بممارسة القهر والبطش ضد الشعوب المُضطهدة، وهي التي تفننت في صناعة أسلحة الدمار الشامل، فكانت أول من صنع القنبلة الذرية، ثم صنعت القنبلة الهيدروجينية الأكثر فتكاً من النووية، ثم صنعت لنا القنبلة الكهرومغناطيسية التي ستعيد كوكب الأرض 200 سنة إلى الوراء. وهي التي ابتكرت الحرب الكيماوية والحرب البيولوجية، ولطالما كان سعيها إلى أن تكون لها اليد العليا في سباق التسلُّح، وصناعة الأسلحة الفتاكة لإشباع رغبتها بسفك دماء الناس وإزهاق أرواحهم. وهي التي شاركت في كل الحروب خارج أرضها، وكانت السبب الرئيس في كل النزاعات المتفجرة في جميع أرجاء الكون، وكانت تبيع الأسلحة للطرفين المتحاربين، وتقف مع القاتل والمقتول، وتدعم المعتدي والمعتدى عليه، وهي التي تبنت طرق الإبادة الجماعية، وسارت في دروب التدمير المتعمد والمنهجي لمجاميع من البشر بسبب عرقهم أو جنسيتهم أو دينهم أو أصلهم. وهي التي نشرت اساطيلها وفرقاطاتها وغواصاتها وبوارجها في البحار والمحيطات، وهي التي تتحكم الآن بالممرات الملاحية الدولية. وهي التي كانت السباقة في تمويل الحركات الانقلابية والمنظمات الارهابية، وهي التي تقود حركات التمرد في شتى بقاع الأرض، وهي التي استولت على الإرث الحضاري للشعوب الآسيوية والأفريقية. وهي التي أسرجت وألجمت وتنقبت ضد الجميع، ثم صالت وجالت بدباباتها وصواريخها وشاركت بدمار المدن الآمنة. وهي التي غرزت مخالبها في كل المؤامرات والدسائس والفتن، وفرضت الحصار التجاري والبحري والجوي، وهي التي تتحكم الآن برغبات الناس في التعبير عن آراءهم على صفحات شبكات التواصل. وهي التي تخوض اليوم حربها الكارثية التي اختارتها بنفسها، وعلى أرضها، وضد شعوبها، لتثبت للعالم انها قادرة على لعب الادوار المرعبة التي لعبتها في الحربين الكونيتين الأولى والثانية. .
والله يستر من الجايات.