بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
كيف انقلب السحر على الساحر ؟، وكيف عاقبت امريكا نفسها بنفسها من دون ان تحسب حسابها ؟، فسلاح العقوبات الاقتصادية كان في السنوات الماضية هو الخيار الأول في تعاملها مع خصومها، وهي التي ظلت تتحكم بحزمة من التدابير والإجراءات الاقتصادية والمالية التي فرضتها على الدول والمنظمات والهيئات والشركات، وكانت هي الرائدة في فرض الحظر والمنع والقمع والحرمان والعقوبات.
لكن اللافت للنظر ان الحزمة الاولى من عقوباتها التي فرضها بايدن على روسيا تسببت بارتفاع التضخم في الولايات المتحدة لأعلى مستوى، نتيجة لارتفاع أسعار الطاقة وتضرر سلاسل التوريد. وصعدت أسعار المحروقات إلى مستويات قياسية. وذكرت التقارير أن أسعار البنزين في كاليفورنيا قفزت إلى 4.682 دولار للغالون، واقتربت الأسعار في مناطق متفرقة إلى مستوى 5 دولارات للغالون، ففي مقاطعة هومبولت بشمال كاليفورنيا بلغ السعر قبل بضعة أيام 4.97 دولار للغالون. .
من ناحية أخرى نذكر ان أزمة سفن الشحن القادمة من الصين قد تعود للتفاقم من جديد لتهدد أكبر الموانئ الأمريكية. فوسط أزمة خطوط الشحن البحري التي أدت إلى إرتفاع الأسعار والتضخم حول العالم، تعود إلى الاذهان الأزمات التي قد تسببها السفن المترددة بين الصين وأمريكا، فالصين تدير الآن أكبر الموانئ المحورية في كوكب الأرض، وسجلت صادراتها إلى أمريكا زيادة متصاعدة في السنوات الماضية، حيث حصلت على حصة الأسد فى التصدير للولايات المتحدة الأمريكية، ناهيك عن تصاعد النفوذ الصيني في أمريكا اللاتينية، وليس من المستبعد ان تلجأ الصين الداعمة لروسيا الى إستخدام هذه الورقة للضغط على امريكا وحرمانها من المنتجات الصينية والآسيوية. فكل المؤشرات الاقتصادية تؤكد الآن على إرتفاع أسعار الأدوية والمواد الغذائية وأسعار المحروقات في عموم الولايات الأمريكية بصورة مذهلة توحي للمراقب الحاذق أنها هي التي فرضت الحصار على نفسها. .