بقلم : حسن جمعة…
كل مرادفات السياسة منذ نشوئها تستغرق في الحدود ضمن نطاق الديمقراطية القديمة وتلبسها بأطر جديدة توائم المرحلة الزمنية التي تمر بها البلدان التي ترفع شعار الديمقراطية وإن كانت كذبا لكن ضمن السياقات السياسية التاريخية والحديثة لابد من حكومة ومعارضة وتشير المعارضة السياسية إلى أي تعبير عن عدم الرضا عن سياسات الهيئة الحاكمة أو معارضتها قد يتخذ هذا التعبير أشكالًا من الخلاف الصوتي إلى العصيان المدني إلى استخدام العنف..في معظم البلدان الديمقراطية تعتبر المظاهرات والخلافات غير العنيفة مع الحكومة من حقوق الإنسان الأساسية وتاريخياً سعت الحكومات القمعية إلى معاقبة المعارضة السياسية أصبحت حماية الحريات التي تسهل المعارضة السلمية علامة مميزة للديمقراطيات الليبرالية والمجتمعات المفتوحة..يعتبر قمع المعارضة السياسية محاولة لخنق الخطاب العام حول أكاذيب الحكومة أو الفساد أو عدم الكفاءة فاذا غاب شبح المعارضة كما يحدث الآن في العراق فهذا يعني ان الحكومة القادمة ستلعب وتمرح كما يحلو لها وهذا يدعو الى السرقة والاستحواذ على كل المقدرات الممكنة وفي التاريخ امثلة كثيرة فعن اي حكومة قادمة يتحدث البعض وما من معارض ؟ هذا يحيلك الى نقطة مهمة للغاية وهي ان الجميع يرغب في الاكل من الكعكة العراقية التي تقاتل على تذوقها جميع من يصف نفسه بالسياسي فأين ذهبت القيم والمبادئ التي يتقول بها البعض؟ اين ذهبت الضمائر التي كانت تتوهج قبل الانتخابات؟ اين هي المصداقية التي يتكلم عنها البعض؟ فأمام الكرسي والسلطة والجاه تغيب الضمائر وتندحر كل القيم فهل سنصل الى ان الجميع سيحكمون العراق ؟ ولكن كيف ؟ أكيد ضمن اقطاعيات ومناطق نفوذ وهو ما سيرهق المواطن البسيط الذي عانى ما عانى في اكذوبة الحكم والسياسة في العراق ماذا سنقول لمن يدعي السياسة وقد جاء به المستعمرون من وراء الحدود ليحكموه على رقابنا ويسلطوه على أموالنا وانفسنا؟ .. هل سنقول وداعا للعراق ؟.