بقلم : حسن المياح …
حقيقة واضحة مستبينة يشهدها القاصي والداني ملاحظة وجود واقع ، يستهدف منها نماء وجود ضئيل لتمثيل وجود أكبر وأوسع وأعظم بفبركة ترويج إختزال ، من أجل فرض سلطان متفرد بلافتة جميلة مستساغة مرادة ، ويافطة محببة مستحسنة مطلوبة ، على أنها مشروع وجود صالح ، يزيح فسادآ عظم شره وإستطار ، ودمر وهدم وخرب ….. ومن يفضل الفساد على الإصلاح والصلاح ، إلا من إنحرف وأجرم وتبلطج وتهاتر وإستهتر … ؟؟؟
فكل ترويج لفكرة ، أو موضوع ، أو أي حادث من حوادث الوجود الإنساني ، لا بد له — من وراء أو خلال أو إختباء أو طلاء — غاية يسعى الى تحقيقها ، ومن خلال نهوض هذا الترويج والإذاعة والإعلان ، وإتساعه ، هيمنته ، ونفوذه ، يكون ، ويتحقق السلطان الفارض نفسه ، وينمو توسعآ وإمتدادآ عرضآ ، ويرتقي صعودآ وإرتفاعآ إعتلاءآ وتميزآ ، حتى يكون هو الدكتاتور الحاكم المتسلط ( الشيطان الأكبر السلطان المتحكم الأوحد ) المفترض الطاعة إستعبادآ وعمالة ، وخوفآ وجبنآ ، لما هو عليه من نفوذ قاهر مجرم ناقم منتقم ….. وخير دليل عالمي على هذا ، هو أميركا المجرمة ( الشيطان الأكبر ) النظام العالمي الأوحد ….. وعلى إقتفاء تقليد هذا الرسل المتصعلك بالمفهوم الجاهلي للصعلكة الطاغية المتشيطن ، بدأ تتلمذ المد الإستعماري بإرتداء زي السلوك السياسي يفرض وجوده المغير سطوة بلطجة وتفرد طغيان ، وأنه ينحو منحى التسلق بإزالة كل ما هو عثرة وإعاقة ومعطل في طريقه بما له من سطوة إمتداد كبح وإلغاء ومحو وإزالة وإخفاء ولبوس لباس وتمظهر نيابة وتمثيل ، على أنه الفارس المقدام الذي يحق له الصولة فروسية ميدان فارض ، بنكهة أنه ظهر سند ، وتمثيل مستوعب ، واليد الضاربة التي تفرض وتخقق ، والوسيلة الداعية لما يطمح اليه ، وما الى ذلك من عناوين فارغة جوفاء ، القصد منها التنمر والإستفحال ، ليكون هو الزعامة والقيادة ومركز القرار وإصداره …. ؟؟؟
وكل هذه الأفاعيل والتصرفات هي خطة سلوك إحتلال وإستعمار ( بالمعنى السياسي والإقتصادي للإستعمار ….《 هو أنشأكم من الأرض وإستعمركم فيها 》كما يشير اليه التعبير القرآني لكلمة الإستعمار ) بزي سياسي مجرم محتال ، بإنطواء على إنحناءات تبريرية خادعة ، وتعرجات إيهامية ماكرة ، وأنها تسلقات جهنمية عبثية ناقمة مستأثرة ، باطنها الفساد والإستيلاء الطاغي المتفرد المستفرد الغاش ، الذي يناقض ظاهرها المتقمص ثوب القيادة الوطنية الصالحة ، والحامل راية الإصلاح والصلاح ، والمهتم بمصالح الشعب العراقي أفرادآ وحدانآ ، وزرافات جماعات ، والمتوسل عطاءآ وتقديم خدمات ….. والهدف منها بعد الترويج اليها هو صناعة زعامات لاهثة ، وإنتاج قيادات مزعومة ، وأن الغاية التي تنشدها هي تتويج طغاة ظلمة ظالمة محتكرة ، كقيادات حاكمة متسلطة ، تتربع على العرش والكرسي لقيادة الحياة ، وإدارة البلاد ……
والأمثلة على هذا الذي نقول في الحراك السياسي العراقي كثيرة ومتعددة ، ومنها على سبيل المثال ، الشخص الواحد ( أو الشخوص المتبعضة عددآ التي تعدادها هو أقل من أصابع اليد الواحدة لما تجتمع وتأتلف وتتحد ) الذي يزعم أنه يمثل طائفة مذهبية بكاملها وأنه ممثلها وعنوانها الشخصي ، وبأي عنوان أو تسمية أو تجمع أو إءتلاف أو إتحاد في إطار أوسيادة أو تيار …. وهو لم يكن بقدرها ، ولا هو بالمختار لها ، أو المجمع عليه بتمثيلها والتحدث والعمل بإسمها ؛ وإنما هو ( أو هم ) الذي يسبغ على نفسه ، ويصبغ ذاته من تلقاء نفسه وهواه بصبغتها على أنه هو المنذور لها تمثيلآ رساليآ نيابة عن كل أفراد إجتماعها وتجمعها وجماعتها ، ذلك التكليف وتلك المسؤولية والمهمة ….. وهو ليس المرضي عنه ( إلا من قبل أتباعه ومريديه فقط ) بتمثيلها من قبلها ، أو التحدث نيابة عنها …..
ومن الأمثلة كذلك هو إختزال وجود بلد كامل مثل العراق ، أو محافظة ، أو وجود قومي ، وما شاكل ذلك …. ببقعة جغرافية صغيرة ، أو حي صغير منزو ضائع بين أحياء أخر في ذات المنطقة أو المحافظة على انها ( تلك البقعة أو المحلة أو الحي الصغير ) عاصمة العراق بأكمله ، وأنها مركز قرار المحافظة بكليتها ، وأنها الممثل والناطق بإسم الفئة بتمامها ، أو هو النائب المعتمد المخول عن القومية بأسرها …….. ولا هو ، ولا هي ، التمام ، ولا الكمال …. وإنما هو ، أو هي ، يتصوران أنهما الجرم الأصغر الذي أنطوى فيهما العالم الأكبر ….
وخلاصة القول ، لم يكن ، ولا ، ولن يكون الشخص الفرد أو بضعة أشخاص معدودة هو ( وهم ) يختزل به ( وبهم ) الوجود المليوني الإنساني العراقي شعبآ منتشرآ في كل محافظات العراق …… ولا البقعة الجغرافية الصغيرة من حي أو محلة أو محافظة ، يمكن أن تكون بديلآ شاملآ معوضآ عمن هو أكبر منها وجودآ مسؤولآ …..
ولا الشخص المنسوب لقومية أو وجود إنساني واسع كبير مساحة ، كثير نفوسآ ، يمكن أن يكون بديلآ شاملآ مستوعبآ ومعوضآ ونائبآ عن الكل المجموعي المستغرق لكل تلك القومية ، وذاك الوجود الإنساني الواسع الكبير الكثير ……
ولذلك خلق الله الحكيم العادل سبحانه وتعالى الناس مختلفين ( سواء كانوا جنسآ ، أو وجودآ مؤمنآ معتقدآ متخذين ديانات ومذاهبآ ….. والدين عند الله واحد هو الإسلام ، وأنهم على إختلاف تنوع في التفكير والتوجهات والإتجاهات …….
حسن المياح – البصرة .