بقلم : هادي جلو مرعي …
يتباهى الناس بالسفر الى تركيا، ومنهم من يجعل من مطاراتها المذهلة محطات ينتقل منها الى بقية العالم، غير إن للعرب قصة مع تركيا مختلفة فكثير من المضطهدين يلجأون إليها طلبا للأمان من ملاحقة حكوماتهم لهم، وهناك كثر يرغبون بشراء وتأجير منازل لهم وشققا للسكن، عدا عن مئات ملايين البشر يفدون طوال شهور السنة الى سواحلها على البحر المتوسط والبحر الأسود طلبا للراحة والإستجمام والهدوء والسكينة، بعيدا عن صخب حياتهم، وزحمة اعمالهم.
غير أن تركيا ليست للسكن والسياحة فقط، وتتعدى ذلك الى أدوار يتابعها الناس عبر وسائل الإعلام، وهناك العديد من المواقف والأحداث أثبتت أن تركيا الجدديدة مختلفة عن تركيا القديمة، وأحيانا هي إمتداد أكثر تطورا وفعالية في ظل تحولات كبرى نراها متشابهة للحوادث الكبرى على مدى القرنين الأخيرين، ولكن نتائجها تختلف، وتنتج عالما مختلفا، وأكثر وضوحا، ولعل تركيا العثمانية هي غير تركيا الأتاتوركية، وتركيا الحربين الأولى والثانية، والحروب مع الإمبراطوريات الكبرى.
تركيا اليوم التي يحكمها رجب طيب أوردوغان اشبه بورشة فنية تنتج لوحات مذهلة، تنتقل بنا عبر أزمنة وتواريخ متعددة، في كل منها شكل يميزها عن غيرها، ولكن اللوحة الجميلة اليوم هي إستحضار لأمجاد قديمة وتطويرها كما يفعل الرسام المبدع، فالعربة المسرعة عبر الغابات هي الطائرة التي تتوشح باللون الأحمر وتحلق عبر سموات دول وبلدان بعيدة، وتعلن إنها من أكثر الخطوط الجوية راحة وأمانا للمسافرين الذين يجدون فيها مايفتقدونه في غيرها من خطوط طيران دولية مهمة ومتطورة.
تركيا الجديدة لاتقبل بأن تكون دولة يمكن ان يتجاهلها الكبار، ويعتقد السيد اوردوغان وهو محق إن الأحداث الدولية لايمكن أن يتم تجاهل تركيا عند الحديث عنها، وحتى في إطار وضع ترتيبات للازمات الكبرى ومنها الأزمة الأوكرانية التي جعلت تركيا مكانا مهما للبحث عن الحلول، وصار زعماء العالم، ووزراء الخارجية يفدون إليها لمناقشة الأزمة وتداعياتها، وقبل ذلك كان لتركيا تأثير مهم في قضايا المنطقة سواء كانت فلسطين، أو ماواجه بلدان عربية من تحديات حيث تعتمد عديد منها على الصناعة التركية، وإستثمار الشركات التركية في مناطق مختلفة منها، ومجالات عدة إثبتت الدولة التركية الجديدة فيها أنها قادرة على تقديم مايص
القادم بوست