بقلم _ عباس الزيدي …
قمم واجتماعات استثنائية وقرارات وميزانيات وتعزيزات لدول الاطلسي واسلحة وتحشيد وتجنيد ومبادرات جانبية وعقوبات اقتصادية وحصار وكل اشكال وانواع الحروب تمارسها امريكا
والقرار الروسي واضح … لا تراجع
لم ولن يجرواء الاطلسي بقيادة امريكا او بدونها من الانخراط في حرب مباشرة مع روسيا
سيستمر الوضع الى مابعد السيطرة الروسية على العاصمة الاوكرانية _ كييف _ وصولا الى الحدود واغلاقها
وكل ما تم ارساله من اسلحة سيصبح تحت الخزانة الروسية
اما اعداد المرتزقة وقتالهم سيتوقف بعد التقدم الروسي نحو الحدود البولندية
وستكون الازاحة مريحة باضطراد نظرا لانكسار الجيش الاوكراني الذي يعمل حاليا على شكل دليل او مرشد لعناصر المرتزقة التي يقتصر عملها على شكل مفارز تعويق لتقدم الجيش الروسي من خلال كمائن منتشرة هنا وهناك وليس المواجهة المنظمة في خطوط الصد والمتاريس المعروفة .
مفارز التعويق للمرتزقة سوف تجد نفسها تحت ضغط المواطن الاوكراني الذي سيطردها ويمنع عملها لضمان سلامته وتجنب النيران الروسية وبالتالي الاستقرار وعدم الهجرة المذلة نحو اوربا التي يشوبها الكثير من التمييز العنصري ومواجهة الوضع الاقتصادي المزري
بعد هذه المقدمة … لابد لنا من استعراض ميزان القوى الاطلسية والروسية
اولا _ في المجال العسكري
1 _ الاسلحة التقليدية _
لاشك ان الاطلسي يمتلك اسلحة اكثر عددا وموارد بشرية اكثر لكن في نفس الوقت يفتقد الى وازع جماهيري وطني يدفع نحو الاشتراك بتلك الحرب يكون فيها حمالة حطب للاهداف الامريكية ( من ضمنها اضعاف عموم دول الاتحاد الاوربي لصالح امريكا ) و الذي يعتبر الكثير من مواطنيه انهم غير معنين بتلك الحرب
وعلى العكس من المواطن الروسي الذي يشعر بالتهديد ويعتبر تلك الحرب القريبة على حدوده …معركة مصير
وهذا النقطة ذات اهمية كبرى لما لها من تاثير في التحشيد والتعبئة والمعنويات وقدرة التحمل والمطاولة والتصبر ومواجهة ظروف الحروب القاسية وايضا لها تاثير على الراي العام المحلي في اوربا او بقية دول العالم
2_ الاسلحة النووية والاستراتيجية ربما تكون متكافئة مع تقدم طفيف للجانب الروسي والذي حصل مؤخرا خصوصا فيما يتعلق يالاسلحة الدفاعية بصورة عامة و الجوفضائية بصورة خاصة واستهداف الاقمار الصناعية وبالتالي الحرب الالكترونية
مع الفارق الكبير في العقيدتين ما بين القوتين حيث الارجحية تكون للاستراتيجية الروسية الردعية فهي الاقوى والاكثر تاثيرا
ثانيا _ الجانب الاقتصادي
الاطلسي هو الاكثر تضررا وبدات ازمات الطاقة والوقود والغذاء تلوح بالافق للوهلة الاولى وسط استياء شعبي كبير على العكس من الجانب الروسي الذي بدا مسيطرا حيث وضع الحسابات الدقيقة للمواجهة لما بعد اوكرانيا ومفاجئاتها
ثالثا _ على مستوى التحالفات
استاطعت موسكو تحييد كثير من دول العالم بل حذرت البعض من مغبة الانخراط او تسييس ملفات الطاقة والنفط ناهيك عن حلفائها الاقوياء مثل الصين وايران وفنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية بالاضافة الى بعض دول اوربا الشرقية
على العكس من الاطلسي الذي يحاول الالتفاف على بعض الدول الكبرى مثل الهند وسط تمرد ول صغرى على امريكا والملاحظ ان التحالف الدولي الروسي الخفي يبدوا اكثر تماسكا من التحالف الاطلسي الهش والذي ينذر بتصدع في داخله رغم تحركاته ورحلاته المكوكية في العلن
رابعا _ الهزات الارتدادية الجانبية الاخرى المتوقعة في مناطق اخرى من العالم اذا ما حدثت سيكون لها تاثيرها على الاطلسي وبالخصوص امريكا اكثر بكثير مما تتركه تلك الهزات الارتدادية من سلبيات على روسيا بنسبة كبيرة (تصل من واحد الى عشرة
بمقياس عشر درجات )
خامسا _ على مستوى القيادة الميدانية
رغم التفويض الكامل الذي منحه الاتحاد الاوربي للولايات المتحدة الامريكية في ادارة الازمة الاوكرانية ومواجهة روسيا الا ان الرئيس بايدن ظهر في اضعف حالاته على العكس من الرئيس بوتين و وزير خارجيته لافروف وومثل روسيا في الامم المتحدة
حيث ان ظهورهم وحظورهم يخطف الابصار ويجلب الانتباه مع قوة الشخصية والكاريزما وطرح الحجج والوثائق
سادسا _ الخلاصة ….
تحاول واشنطن ثني وتراجع موسكو عن تقدمها في بسط يدها على اوكرانيا اما طريق نشر العصابات والمرتزقة والتسليح او عن طريق المفاوضات الثنائية _ الاوكرانية الروسية _ او عن طريق نشر قوات حفظ السلام وفي كل الاحوال هناك تصميم روسي على التقدم واكمال ما شرعت لاجله بالتقدم وقرارها واضح …. لا تراجع
فهي _ موسكو _ تمتلك الكثير من اوراق القوة الشي بالقدر الذي يفوق اوهام القوة الاطلسية الامريكية
فهل تمضي موسكو قدما … ام تتراجع
هذا ما ننتظره
فانتظروا …. اني معكم من المنتظرين