بقلم : علي عاتب …
أهم ما يميز الحقبة الديمقراطية الحالية ، صناعة المطبات بأمتياز، فلا نجد شارع خالي من (الطسات) التي يتجاوزها المواطن بصعوبة.. قد تحدث إرتجاجات طفيفة بالدماغ ، وتقلبات بمحتويات المعدة وتربك حركة الأمعاء ، لكنها عجزت أن تحرك ضمير المسؤولين ، عندما تهتز عجلاتهم الفارهة صعودا ونزولا ، لأنها لم تحرك كراسيهم التي أمست بحد ذاتها مطبا بوجه عجلة التقدم وعائقا بالشارع السياسي والمعترك الخدمي .
وقد نمت وترعرعت تلك (المطبات) بظل تراكم الخيبات ، مما حفز بعض المواطنين لعمل مطبات بالشوارع العامة أمام منازلهم ، وبدلا من محافظتهم على سلامة أطفالهم بطرق تربوية وتوعوية ، نشاهدهم يشوهون الطرق بحجج واهية متجاوزين على القانون .
ولا ننكر أن بعض المطبات لها فوائد محدودة مع التهور وعدم الاهتمام من البعض بحقوق الغير ، خاصة عند الانعطافات، وقرب مدارس الأطفال ، ولكن ما نراه حالياً في شوارعنا وأحيائنا ، أصبح ظاهرة تستحق الاهتمام والمعالجة من قبل الجهات المعنية.. ففي كل شارع مطب ، وليته مطب بسيط ، بل هي (عقوبة) تضر بالمركبات، وقد تؤدي إلى حوادث إن لم تُدركها العيون .
و(الطركاعة) الأكبر ، ترك مطبات عظيمة بالشوارع الرئيسية بعد نقل بعض السيطرات الأمنية أو إنتفاء الحاجة لها .. لكنها لم تكلف نفسها بإزالة آثارها رغم الجهد اللوجستي الجيد التي تتمتع به ، إضافة للحفر التي تتركها كوادر أمانة العاصمة لإعمال صيانة شبكات المجاري أو إنكسار أنابيب الماء دون ردمها .
عباد الله تحفر أنفاقا للقطارات السريعة ، وفي بلدنا تحفر آفات الفساد في كل شارع ألف حفرة وحفرة وتُزين الطرق بالطسات بلا كلل أو ملل .
فلا غرابة أن يعاني الكثير من (المكاريد) خللا في (الميزانية والبلنص) وإنتشار مائة ألف (أعرج وأعوج) جراء حوادث الطسات وما تضمره من مفاجئآت .
علي عاتب