بقلم : حسن المياح ..
لا بد للمنظر المؤدلج ، والمقنن المشرع ، والمفكر المبدع ، لما يكتب ، أو ينشيء ، أو يؤسس ، أو يبتكر ، أو يخترع ، أو يؤصل لفكرة أو مذهب أو إعتقاد ، أن يضع أمامه حقائقآ وإرتباطآ ضرورية ومهمة لا يمكن مغادرتها ، أو نسيانها ، أو صرف النظر عنها ، وذلك لما لها من ضرورة وجود في الخلق ، إنسانآ كان ذلك الخلق ، أو وجودات كونية أخرى ، حتى تكون العقيدة وتشريعاتها ومفاهيمها وقيمها الخلقية منسجمة مع الإنسان ، الذي خلق ( بضم الخاء وكسر اللام وفتح القاف ) الكون وما يزخر به من أطايب وثروات من أجله . وأن هذا الإنسجام والتلائم هو الأساس الذي يبعث على الإستقرار والتوازن …… وهنا تظهر الحكمة في التفكير لما يعي الإنسان المفكر تلك الحقائق والروابط والعلاقات المتشابكة بين الإنسان وما ينطوي عليه من فطرة ، وبين الموجودات جميعها المادية والمعنوية وما لها من حقائق وجود مقصود ، وتكون العلاقة الحاكمة ( بين الإنسان والوجودات والموجودات الأخرى ) في التعامل هي علاقة مصادقة وتعاون وإستثمار خير ، وعلاقة تحاور في الأخذ والعطاء …. وبذلك تكون الحياة الإنسانية الواعية العارفة السعيدة …… حيث لا فرض ولا إستعمار ، ولا بطش ولا عداء ، ولا قسوة ولا إجبار ….. ؛ وإنما هو التعاون والفهم الواعي لما هي حقائق وإرتباطات وعلاقات …….
وإلا فهو العيش النكد المتخاصم التعب في ظلام وعماء طاخ ، وفي إضطراب وتيه مضل ، وتحت ركائم ثقيل هائل من الإساطير والهلوسات وجمودات العطاء الصنمي المتراكم …..
والحقائق هي الإنسان كوجود خليفة سيد مخول مزود ذي سيادة في التصرف الواعي والتعامل الصديق الأبلج الواضح …. والحقائق كذلك هي الوجودات الكونية التي سخرها الله سبحانه وتعالى خدمة للإنسان الخليفة السيد ، بما هي طبيعة وثروات وخيرات وكنوز ومسخرات متنوعة متكاثرة متعددة ….. ولذلك نحن نقول ونطالب ب《 دولة وحكومة الإنسان الخليفة 》 ….. حيث لا شرقية ولا غربية ، ولا إمبريالية أميركية وبريطانية ولا ماسونية صهيونية يهودية ، ولا حكومات أجنبية إستعمارية وضعية …… ؟؟؟
والإرتباطات هي العقيدة ( الإعتقادات ) والإيمان ، والإنتماءات والولاءات ، والتفاعلات والتعاملات على مختلف الصعد ، بين الإنسان وإلاهه الذي يعبده ، وبين الإنسان وأخيه الإنسان تفردآ وإجتماعآ ، وبين الإنسان والموجودات المخلوقة من أجله خدمة له بما هو خليفة سيد مخول من قبل الله الذي خلقه ، وفق علاقات الإرتباط بينه وبين الله الذي إتخذه إلاهآ له ( بمعنى الإرتباط العقيدي وما ينبثق منها من تشريعات ونظام سياسي إجتماعي يقود الحياة وأحكام ومفاهيم وتعليمات وقيم خلقية وإرشادات ، من خلال علاقة الإرتباط العقيدي بالله الذي يعبده ويطيعه ) …… والإله هو الله سبحانه وتعالى ، وهذا هو دين الإسلام ، وهذه هي عقيدة التوحيد الإلهية الرسالية 《 لا إله إلا الله 》…. وهناك آلهة وأرباب متعددة متنوعة متفرقة يتخذها الإنسان إلاهآ له لما ينحرف ، ويتخلى عن ، ويكفر ، بعقيدة 《 لا إله إلا الله 》، فيعبد هواه ، ورغبته ، ومصلحته ، والبشر الذي اليه ينتمي تحزبآ وولاءآ ويأنسه ، والجنس الذي يهوي اليه عرامة شهوة كما هي آيدلوجية سيجموند فرويد ، وما الى ذلك من تعدد آلهة مصطنعة ، مخلوقة من إفراز ذهن بشري قاصر محدد مقيد ، كاذبة ، مزيفة ، سراب يحسبها إلاهآ فيجدها تفاهة وسفاهة ….. وتلك هي الصنمية التي يتوثنها الإنسان المنحرف عن خط إستقامة عقيدة《 لا إله إلا الله 》من آيدلوجيات بشرية غربية وشرقية ، يصطنعها الإنسان — وهي التفاهة السخيفة المصطنعة المصنوعة من هزال الفكر الإنساني الجاهل حقيقة الألوهية والعبودية المنحرف لما يتخذ من الشيء الذي يصطنعه إلاهآ له …… وتنبثق من ذلك الإله السخيف المصطنع ، السفيه المصنوع ، الآيدلوجيات والإعتقادات الوضعية الدنيا المتدنية الهابطة ، والأنظمة السياسية الإجتماعية الوضعية من شرقية إشتراكية شيوعية وما تفرخه من إشتراكيات هجينة هزال ، وغربية رأسمالية ربوية سفاح تطلق الفرد الإنسان حيوانآ هائجآ مسعورآ مجرمآ قاتلآ سفاحآ من أجل الثروة والمال ، وتزركش أسماءها التي تنسلها تلك الرأسمالية بألفاظ ونعوت غاشة خادعة متمكيجة لفظ ، وهي خواء مضمون حقيقي عادل متوازن عاقل حكيم ، من مثل الديمقراطية ، والليبرالية ، والمدنية ، والنظام المستعمر الجلف الجافي الناهب السارق المجرم القاتل الأميركي العالمي الأوحد ….. ، وما الى ذلك من تزيينات ألفاظ مصطلحات مجرمة غاشة كاذبة مزيفة خادعة …….
حسن المياح – البصرة