بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
في عام 2021 أعلنت الولايات المتحدة ودول مجموعة السبع (كندا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، والمملكة المتحدة، وبضمنها الولايات المتحدة) في بيان مشترك أنها ستتبنى مبادرة جديدة لإعادة بناء عالم أفضل، وستباشر بتغيير تدريجي في سياستها الاستثمارية، تضمنت خططاً لضخ رأس المال في مشاريع البلدان النامية مع التركيز على البيئة والمجتمع والحوكمة، مع التركيز على الأنظمة الصحية والأمن والمناخ. .
لقد أطلق البيت الأبيض على هذه المبادرة اصطلاح (B3W) المقتبس من عبارة:-
(Build Back Better World)
وأعلن رسميا أن مجموعة الدول السبع ستدخل حلبة التنافس الدولي ضد المبادرة الصينية المعبر عنها بالاحرف (BRI)، وجاء في بيان البيت الابيض ان المبادرة الامريكية ستكون بمعايير عالية وشفافة تقودها الديمقراطيات الكبرى للمساعدة في ضخ 40 تريليون دولار أمريكي لتغطية احتياجات البنى التحتية في البلدان النامية، إلى جانب استثمارات القطاع الخاص، وسيكون لكل من شركاء مجموعة الدول السبع نطاقه الجغرافي الخاص، مع الإشارة الى أهمية التركيز على بلدان أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي وأفريقيا ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ. .
ولدت المبادرة الأمريكية B3W بالأساس لمعالجة مخاوف مجموعة الدول السبع في مواجهة تحديات المبادرة الصينية. التي انطلقت عام 2013، وضخت لها الصين تريليونات الدولارات في مشاريع البنى التحتية على مستوى العالم، وساعدت أيضاً في نمو التجارة الثنائية مع الدول المشاركة. وتجاوز حجم التبادل التجاري بين الصين والدول المشاركة 6 تريليونات دولار أمريكي من 2013 إلى 2018، بمتوسط معدل نمو سنوي 4 %، وتجاوز الاستثمار المباشر للشركات الصينية في البلدان المشاركة بمبادرة الحزام والطريق 90 تريليون دولار أمريكي، وساعد هذا التمويل في تحفيز مجموعة كبيرة من المشاريع في الأسواق الناشئة، بما في ذلك الموانئ والطرق والمطارات. .
وبالتالي يتعذر على المبادرة الامريكية مجاراة المبادرة الصينية في المستقبل القريب. فعلى الرغم من بعض العيوب الأساسية لمبادرة الحزام والطريق، إلا أنها على الأقل لها هيكل وهدف، وانها استكملت معظم مشاريعها، وقطعت شوطاً كبيراً في هذا المضمار. .
لقد واجهت مبادرة الحزام والطريق عقبات كثيرة في جذب ودعم القطاع الخاص. ولا أحد يعلم كيف ستتمكن المبادرة الأمريكية من إقناع القطاع الخاص بالانضمام إليها. .