بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
لم أكن أتصور أن تصل البذاءة ببعض الفضائيات العربية إلى هذا المستوى المتردي من التهتك والانحلال، فقد ظهرت برامج هذا العام بمستوى هابط يخدش الحياء، ويتنافى تماماً مع مبادئ الأخلاق العامة، الأمر الذي اضطر الناس إلى مقاطعتها والتوجه نحو القنوات الرياضية لمتابعة مباريات كرة القدم والألعاب الأخرى، والعزوف عن مشاهدة لقطات الخلاعة المفرطة التي كانت القاسم المشترك لمعظمها، أما المسلسلات التاريخية فلم تسلم هي الاخرى من التلفيق والتحريف والتزييف، لكن الطامة الكبرى تكمن في صورة الدراما التي جمعت بين الاسفاف والتسطيح والثرثرة الفارغة، والترويج للتدخين والمخدرات والإثارة الجنسية المُبتذلة، وما إلى ذلك من حوارات غير لائقة، ولا ندري كيف اختفى دور الرقابة في معظم البلدان العربية ؟، وكيف سمحوا لهذا الكم الهائل من المسلسلات المرفوضة بالانتشار، باستثناء ما ورد في التقرير الذي نشرته اللجنة الفنية التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، حيث رصدت 219 ملاحظة في 25 مسلسلاً رمضانياً خلال الأسبوع الأول من الشهر، فقد احتلت الألفاظ السوقية والمتدنية والمبتذلة المركز الأول في ترتيب المخالفات بواقع 90 مخالفة، ثم التدخين بواقع 57 مخالفة، وتشويه صورة المرأة 15، ثم مخالفة كود الطفل 12، وتعاطي المخدرات 11، واحتساء الخمور 10، ومشاهد العنف 10، والإيحاءات الجنسية 8، وعدم إحترام القوانين 2. ومخالفة واحدة لكل من السب والقذف، والتهكم والسخرية، واشاعة الكراهية، ناهيك عن المخالفات الاخرى المرتبطة بتمجيد الجريمة، والتوظيف السلبي للدين، والترويج للسحر والشعوذة.
وزادت عليها البرامج والمسلسلات العراقية في التضليل ونشر الاحباط والسوداوية، والترويج للتفاهة والسفاهة في دراما سمجة ومزعجة، وبالتالي فان هذا الكم المرفوض من المسلسلات لا يصلح للمشاهدة العائلية إطلاقاً، خصوصاً بعدما فقدت بريقها ولم تعد مثلما كانت عليه في السنوات الماضية، ويتعين على تلك الفضائيات مراجعة سياساتها، وتصحيح مسيرتها بالعودة الى الدراما الترفيهية البريئة، والتسلية الممتعة، والمقابلات التوعوية المفيدة. .