بقلم : سمير داود حنوش …
مالكم كيف تحكمون؟ هل يوجد أبلغ من هذا الوصف والعبارة في حكمكم أيها الساسة؟ وهل تُدركون معنى السيادة في مفهوم النظام السياسي الذي أنتم جزء منه؟ هل يستطيع من إستطاع منكم أن يجد تفسيراً في مخيلته لمفهوم السيادة أو تفسير معانيها؟.
أكاد أُجزم انكم لاتدركون ان للسيادة لون وطعم واحد وانها لاتتلون وفق الأهواء والمصالح ولاتتعدد حسب مقتضيات المصلحة الشخصية والحزبية والفئوية.
السيادة..أيُها الساسة هي مفهوم واحد وتعريف لايقبل القسمة على إثنين فمحاولات السكوت وغض البصر عن التوغل والقصف التركي الذي طال القرى والمزارع في إقليم كردستان وتبرير هذا التوغل بالإتفاقيات السابقة التي عقدها نظام صدام حسين مع الجانب التركي لاتشفع لهذا السكوت والتبرير وكأن شيئاً لم يحدث، خصوصاً مع ذلك التدمير الهائل في الثروات الطبيعية والقرى المأهولة بالسكان من جانب القوات التركية المدججة بالسلاح وهي تقتحم تلك المناطق.
في مقابل ذلك كان الرفض والإستنكار للقصف الإيراني الذي وصل إلى حدّ مطالبة بعض الأصوات في حكومة الإقليم بتدويل قضية هذا القصف في أروقة الأمم المتحدة الذي إستهدف مواقع على أرض الإقليم يجري التخطيط فيها لأعمال مشبوهة أو معادية لطهران حسب إدعاء الجانب الإيراني.
وبين السكوت والرضوخ والرفض والإستنكار ماهو إلا دليل دامغ وأكيد للكيل بمكيالين لمفهوم السيادة مع الإعتراف سراً أو علناً من قبل ساسة الإقليم الكردي ان التوغل الكردي المدجج بالسلاح والقصف الجوي الذي إستهدف أرضه والسكوت والتغاضي وعدم وجود رد فعل يتناسب مع هذا الفعل إلا محاولات كردية لنيل رضا الجانب التركي وعدم إغضابه خصوصاً في موافقته لتصدير النفط المهرّب من كردستان عبر الأنبوب النفطي الممتد عبر الأراضي التركية إلى دول عديدة من بينها إسرائيل بأسعار مخفضّة تجذب المتهافتين عليه في ظل إرتفاع أسعار النفط العالمية.
لم تُحرك السيادة ذلك الشعور بالوطنية والإنتماء للأرض وهم يسمعون تصريح وزير الداخلية التركي سليمان صويلو عام 2021 عندما قال سنذهب إلى العراق وسوريا قريباً سيراً على الأقدام في حديث يختصر الكثير من المعاني، وهنا لابد من التاكيد أن أي عاقل وصاحب شعور بالولاء والإنتماء لبلده ان يرفض أي نوع من انواع الإعتداءات أو التهديدات لبلده سواء كانت من إيران أو تركيا أو حتى من بعض دول الخليج التي تمارس تعرضاتها اليومية على صيادين عراقيين وتحتجزهم مع قواربهم لصيد الأسماك بحجة الدخول إلى مياهها الإقليمية، لكن تفسير معنى السيادة وفق الأهواء والمصالح فهو فعلٌ من المؤكد لايمكن تفسيره في الأنظمة السياسية الطبيعية أو الصحيحة إلا من باب الخيانات العظمى حيث لايمكن أن توصف بأقل من ذلك الوصف.
القصف والتوغل التركي الذي بالتأكيد لن يكون الأخير في بلد مثل العراق تتحكم به مجموعات سياسية تتبع لهذا القطب أو ذاك الطرف وتسكت عن تجاوزات الدول التي تأتمر بأوامرها وتأخذ النصائح منها لايمكن إدخالها من أبواب السياسة لأنها قريبة من خانات الخيانة والتبعية ولايمكن أن تشفع لهم تلك الممارسات أمام شعوبهم التي تعرف جيداً أنهم ليسوا مؤهلين لقيادتهم، لكنها من سُخريات السياسة ليس أكثر.