بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
ظهر مثلث برمودا في المحيط الأطلسي فابتلع السفن والطائرات، وظهرت الثقوب السوداء في محيط مديرية تربية البصرة، فتبخرت التوقيفات التقاعدية، وتلاشت الاستقطاعات المالية، فاختفت قرابة 30 مليار دينار على مدى ثلاث سنوات، وضاعت بمنخفض طامٍ تَنكّرَ واضمحل، وزالت صروف البحث عنها فاصبحت على غير عنوانٍ ومن بحثَ انفعل. فقد تعددت الأسباب والمسببات في خضم الاتهامات المتبادلة بين متاهات مثلث: (التربية – المالية – التقاعد). .
مثلث آخر من مثلثات الغموض والابتلاع واللغف، بدعوى إن تربية البصرة تجاوزت في الصرف لبعض الحسابات الواردة بالمصروف الفعلي للمخصصات المقطوعة والرواتب الاسمية، ومخصصات الموقع الجغرافي، بينما سقطت مقصلة التجويع فوق رقاب المتقاعدين، من دون أن تفزع لهم اللجنة المالية النيابية. ومن دون أن يواسيهم أحد. فما الذنب الذي أرتكبه التربويون حتى يُحرموا من استحقاقاتهم التقاعدية منذ عشرة أشهر ؟. ومن هو المسؤول عن فقدان هذه المبالغ المليارية التي كانوا يستقطعونها شهرياً من المعلمين والمدرسين والاداريين ؟. أليس في وزارة المالية رجل رشيد لينبري لهذه المعضلة ؟، وكيف اختفى دور نقابة المعلمين في البصرة في التصدي لهذه المهزلة ؟، أيعقل أن يخرج المعلمون المحالين الى التقاعد ليتظاهروا في شهر رمضان أمام مبنى مديرية التربية من أجل المطالبة باستحقاقاتهم، وهم يحملون لافتات كُتِب عليها: (نحن تربويون ولسنا متسوّلين). من دون أن تكلف الوزارات المعنية نفسها في إسعاف عوائلهم التي ظلت حتى الساعة تتضور جوعا منذ العام الماضي ؟. .
ألا لعنة الله على المتورطين بهذه الكارثة، وتباً لكل مسؤول يرى ويسمع من دون ان يبادر لتقديم الحلول الفورية العاجلة. وليعلموا إن معلمينا هم الذين يعطوننا الطريقة المثلى لنحيا حياة صالحة، ولن نتوقف أبداً عن المطالبة بحقوقهم. .