بقلم : حسن المياح …
السياسي ذبابة ، ولما الذبابة تتذوق الحلاوة والكريم الحالي الطيب ، فإنها تطمع فيهما ، ولا تفرط بهما ، ولا تكاد تفارقهما ، لأنهما المطمع الذي كانت عنه الذبابة تبحث وتفتش ، ولذلك هي تستغرق كامل وجودها تطنطن على الكيكة التي تنطوي على الحلا والحلاوة والكريم الحلو العذب المذاق والمأكل ….. فهل تظنن أن الذبابة تفارق ، أو تتخلى عن ، أو تتنازل عن الكيكة ، وتتركها مباحة لكل ذبابة تشم ريحها ، فتهرع اليها ، وتطنطن حولها ….. ؟؟؟ !!!
هكذا الذبابة تفهم وتعي الكيكة الحلوى التي ذاقتها وطنطنت عليها رقص ذبابة جائعة خائرة من الضعف ، وأنها وجدت ضالتها التي كانت تبحث عنها ، فوجدتها حاضرة جاهزة تنتظرها إستعدادآ للقضم منها بما تقدر عليه من إتساع فم من قضم وإزدراد ، وأنها الخفيفة الهفيفة لما تطير وتخفق بجناحها صعودآ ونزولآ ، وإستدارة وتمايلآ ، وإفترارآ وإحاطة دوران ، وهي المسرورة السعيدة ، المنتفشة المتورمة زهو إنتفاخ شبع حلوى التي تعطش ، وأنها لما يضطرها عطشها فأنها تخفض جناحها ، و تحط وتتذلل ، وتستخدم الرجل سعيآ ، بعدما كان الجناح هو وسيلتها ، لتدب دبيبآ هينآ لينآ تفتش عن الماء ( أصوات الإنتخابات ) للتزود منه ، ليكون هو قوتها التي بها تطير ، وطاقتها التي بها تطنطن فرحة تذوق حلوى ، وسرور القضم من الكيكة …..
والسياسي هو الذبابة ، كما قلنا وشبهنا ومثلنا ، فهو ينظر الى الديمقراطية على أنها تشكيل حكومة وحيازة مناصب وإكتساب مواقع ، لأن فيها دسومة الحلوى وحلاوة كريمها ولذة عسلها ….. وما المعارضة والإبتعاد عن المناصب التنفيذية طيرانآ وطنطنة ، إلا إستغناءآ وتركآ للكيكة وما فيها من منافع الحلوى ، ودسم الكريم الطازج الذي يزين الكيكة مظهر زركشة جذب تسر الناظرين ، وأن العسل يمدها بمادة غذائية تستدرج كل من هو جائع ، ومن هو متسول ، ومن هو يتلصص لواذآ عله يحصل على قضمة تسد نهمه وجوعه وسعاره الملتهب نارآ …… وهل سمعت يومآ ، أو خطر على سمعك ، أن السياسي العراقي يعزف إستغناءآ وإبتعادآ وتخليآ وتنازلآ وتركآ ، وأنه لا يبالي بالكيكة المشوية الطازجة المعسولة حلوى وعسلآ ، والتي تتلألأ تموجات دسومة كريمية متعددة مذاق أنواع حلاوة ، ودسومة كريمات ، تجاذبها نكهات الكاكاو والنستلة ، وعمارتها تجملها رشاقة تصميم دائري يرتفع طبقات متراكبة متلاصقة متصاعدة ، فيصبح شكلها الهندسي كأنه الملوية في سامراء ، شموخ بناء مدنية ، وعلو سمو إرتفاع تكوين حضاري ، يناطح السحاب بزوغ فخر وإعتزاز وإعتداد …….
ي والله هكذا يفكر السياسي المسؤول الفاسد ، الطاغية المجرم ، الصعلوك اللص ، الذي ينهب ثروات الشعب العراقي ، ويستحلها بفتوى من الأمين العام للحزب ، أو الحاخام القائد ، أوالقس الراهب الزعيم ، الذي إتخذه إلاهآ بما له من إنسجام هوى ، لتلبية شهوات ورغبات وإندفاعات نفسه الأمارة بالسوء التي عليها السياسي المسؤول لما يخر لعابه هطولآ على العير الذي يكسبه مغنمآ كما يتصور ، وحقيقته سفاهة جاهلية ، وهو السحت الحرام بعينه وتمامه ، ولكنه يتجاهله إلتواءآ وإلتفافآ ، طغيانآ وكفرآ …..
الإشتراك في تشكيل الحكومة بنظر السياسي المسؤول العراقي الفاسد المجرم اللص المنحرف هو غنيمة وكسب إستئثار عير لما يتصعلكه إغارة نهب لما له من سلطان تنفيذي مسؤول يتيح له — وفق وعيه ، وإنسجامآ لفهمه للديمقراطية التي جاء بها المحتل الأميركي وفرضها نظام حياة سياسية إجتماعية ، ونهج حاكمية وتسلط دكتاتوري لما له من سلطان تفرد ، وإستئثار بالموقع ، الذي هو فيه ، ويتعامله سلطانآ بشعور ملكية خاصة له ولحزبه ، لا ينافسه عليه وعلى ما يغنمه أحد …… ولهذا قلنا ، ونكرر القول عن وعي ودراية ، وفهم وإستقراء ، أن نهاية الديمقراطية هي الدكتاتورية والإستبداد والتفرد في الحكم والإستئثار بالسلطان …….
والمعارضة عند السياسي العراقي المسؤول الفاسد اللص هي حالة تفرج ومشاهدة لما ينهب ويستأثر به سلطان إستبداد حاكم ، بما هو عضو في تشكيل الحكومة ….. ولذلك فإن كل السياسيين والأحزاب تريد أن تشارك في تشكيل الحكومة ، لتقضم وتتغذى ، وأنهم لا يريدون أن يكونوا مشاهدين لمسرحية يجلسون على الكراسي التي هي أرائك البرلمان الوثيرة التي تقدم لهم إقتصارآ على بعض الحلويات الإعتيادية من الزلابية ، والبقلاوة ، والبرمة ، وزنود الست ، وما الى ذلك من حلويات متواضعة الشأن لما تقارن بالكيكة المحلاة بالكريم الدسم والكاكاو ، والقيمر والعسل الذي يزيد الحلاوة طعم حلا أشد وأشف حلاوة ، لما للبرلمان من سلطان وسطوة تقديم حلويات ….