بقلم : علي عاتب ..
أين ما وجدت فوضى ومعارك طاحنة ، ستجد الأصابع الامريكية العابثة بأمن الدول تحرك الخلافات وتنشر الفتن .. تزحف من أقصى المعمورة لتتدخل في شؤون الكثير من البلدان .. تمتص ثرواتها وتخلق بؤر توتر تحت غطاء حمايتها ، لكنها تتركها وتخلع غطاءها عند تعرضها لخطر ما.. كما حدث في أفغانستان وحاليا في أوكرانيا والتي ورطتها الادارة الامريكية مع الوطن الأم ، الذي تربطه علاقات تأريخية وطيدة تمتد الى حقبة الاتحاد السوفيتي.
وجعلت الادارة الامريكية ومن خلفها حلف الناتو من أوكرانيا سكين خاصرة ضد روسيا ، فما كان من بوتين إلا الانتفاضة والتدخل العسكري ضد جارتها لتحيدها وإخراجها من تحت العباءة الامريكية العابثة بالاوطان .
ولولا الحرب الطاحنة في أوكرانيا لما عرفنا بعبقرية المسؤولين العراقيين المُصرين على حرق الغاز الطبيعي المسبب الرئيسي للحروب والنزعات العسكرية ، التي إمتدت من سوريا لتشمل أوكرانيا ، وقد تطلق شرارة حرب عالمية ثالثة متوقعة بالمدى القصير .
وقطعا نحن في غنى عن (دوخة الرأس) من جراء إستثمار الغاز الطبيعي ، وهو ما فكر به المسؤولين العراقيين مليا ، ونظرتهم الستراتيجية الثاقبة لإبعاد العراق عن حروب الغاز المشتعل وطيسها من الشرق الى الغرب .
هسه عرفتوا ليش ما إستثمروا الغاز الطبيعي؟ .. من مبدأ (الباب إليجيك منه الريح سده وستريح) ، وطز بالمليارات التي تحرق يوميا ؟! طالما عجلة النماء تسير باطراد ، ولا يوجد فقراء بالعراق ……..
لكن (الفتك) الذي أحدثه (مسرور البرزاني) بعرض سخي لبيع الغاز الطبيعي لأوربا ، بمساعدة تركيا بعيدا عند الحكومة المركزية ، بدلا من إستثماره بشكل سليم يرفد الموازنة العامة بموارد مالية ضخمة ، فقد طرح للاستثمار السياسي ، بصفقة مشبوة ، رائحة الأبتزاز منها تزكم الإنوف ، بظل نخب سياسية منبطحة ، وهذا مؤشر على أن الغاز نقمة فقط في بلادنا المبتلى بالمؤامرات .
وتعد هذه الصفقة خرقا فاضحا يضاف لخروقات حكومة الإقليم ، وتخندق واضح في معركة (الغاز) العالمية ضد روسيا ، قد يورط العراق بحرب (لا ناقة لنا بها ولا جمل) غير الاصطفاف تحت المظلة الامريكية المثقوبة .
علي عاتب