بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
في التاسع من هذا الشهر، الموافق الذكرى السنوية ليوم النصر في روسيا، سيحتاج الرئيس فلاديمير بوتين إلى استعراض مكاسبه في الحرب، التي مضى عليها أكثر من شهرين، وما زالت بعيدة عما تخيلته روسيا في الأصل. وبالتالي فأنه سيكون مضطرا للقيام بفعاليات خارج التوقعات، ولا تخلو من المبالغة، وتتضمن تسديد ضربات تذهل الأوروبيين، وتدخل السرور في قلب الشعب الروسي. .
لا يخفى عليكم أن فلاديمير بوتين من القوميين المتطرفين، وأغلب الظن أنه لا يعتقد أن طموحات روسيا الإقليمية والسياسية يجب أن تنتهي عند حدودها المعترف بها دولياً. سيما أن الدول التي انفصلت عنها، وكانت تشكل الاتحاد السوفياتي، لا تعترف روسيا بسيادتها، وهذا شعور معظم الروس، وبخاصة في منظور بوتين نفسه. وهو الذي سيتخذ من يوم النصر مناسبة للتصعيد، وترهيب خصومه. وقد يضطر إلى اللجوء لأساليب أكثر عنفاً لاستعادة هيبة الامبراطورية السوفيتية القديمة. .
تمهيدا لهذا اليوم سارعت القوات الروسية الى مضاعفة جهودها البرية، وتوفير الامدادات لمواصلة زحفها نحو الاستيلاء على المدن الاوكرانية، وبسط سيطرتها الكاملة على الساحل الأوكراني في البحر الأسود. وستشهد الأسابيع القليلة القادمة قتالاً مكثفاً في جميع المحاور. . .
تجدر الإشارة أن هذا التاريخ يصادف اليوم الذي استسلمت فيه ألمانيا النازية للقوات السوفيتية، وذلك في اليوم التالي لاستسلامها للحلفاء الغربيين، ولهذا السبب احتفلت المملكة المتحدة والولايات المتحدة وحلفاؤهما بذكرى النصر في 8 أيار، بينما احتفلت روسيا في 9 أيار . .
لقد شاركت موسكو في البداية مع برلين النازية لتقسيم أوروبا الشرقية بين نظامين شموليين. ولكن بعد انتهاء تلك الشراكة بالغزو الألماني لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية عام 1941، كانت المساهمة البشرية السوفيتية في هزيمة ألمانيا، مدعومة بشحنات هائلة من المساعدات الغذائية والمعدات العسكرية من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا. .
لا شك ان الحرب التي يخوضها الروس الآن ليست ضد أوكرانيا وحدها، بل ضد النظام الدولي وضد الناتو. .
لذا سيكون يوم الأيام الروسي الموافق التاسع من أيار (مايو) هو الموعد المرتقب لاستعراض القوة الحربية الكاسحة، التي تنذر باتساع دائرة الكوارث. .
والله يستر من الجايات