بقلم : حسن المياح …
سريان النهج الديمقراطي يمتاز بالسهولة والعذوبة والسهولة والسرعة والإنسياب الطامح الى ما هو منفعة ومصلحة ، ولذلك السلوك المكيافيلي ينشط في الديمقراطية وحراكها السياسي ؛ بينما المكيافيلية تتقلص ، وتنحسر ، وتنكمش ، وأنها تكون في شبه إنعدام وجود في الأنظمة الدكتاتورية الشمولية المستبدة ….. ؟؟؟
ولذلك ترى التنافس في النظام الديمقراطي تكون فيه الإنسدادات التفاهمية شبه معدومة بسبب أن الآخر لا يفلس من كل شيء ، وإنما تكون له حصة ومغنم ، وهو المحاول أن يزيده ويكثره وينميه من خلال ما يطرحه الطرف السياسي نفسه من جواذب مصلحة ، ومنافع ذات ، مما يرتب له وجودآ محمودآ عنده في جني المصالح والمنافع ……. والنظام الديمقراطي تتعدد فيه الألوان ، فيزهو بعضها لمعانآ وبريقآ ، والبعض الآخر يبهت لونه ، ويهفت بريق زهو ألوانه التي كان عليها يسرح ويمرح …. ؛ بينما النظام الدكتاتوري الشمولي الإستبدادي له لون واحد ، وهو المقتصر عليه ، فهو أما أبيض ، وأما أسود ، ولا ثالث لهما حتى يكون مغبرآ ، ولا إنسداد سياسي ولا إنغلاق حركية تنافس ، لأن الدكتاتورية مقفلة صلبة صاكة ، متحجرة متكلسة ، متقوقعة على ذاتها بمفردها ، ولم يكن هناك من بصيص أمل من تعدد لأحزاب أخرى ، ولا هناك من بارقة أمل لسماح حكومي لما هو حراك سياسي تنافسي ، يصول ويجول في الساحة ، كعملية سياسية تنشد التعدد والإختلاف …..
وأكيد هناك سائل وسؤال ، ولا أقول ربما يسأل سائل ، وهو إذن من أين جاء ، وحصل ، وحل هذا الإنسداد ، ولم تشكل الحكومة لحد الآن ، وقد إنقضت فترة طويلة مقدار أمدها للتو هو سبعة أشهر ، وهي الفترة الفاصلة بين ظهور نتائج الإنتخابات في الشهر العاشر من عام ٢٠٢١م ، والآن نحن في الشهر الخامس من عام ٢٠٢٢م ….؟؟؟
أجيبك بكل هين ولين ، وسهولة وإنبساط ، وأقول لك ، أن السبب هو ليس في النظام السياسي الديمقراطي الذي لم ، ولن ، يعيه ، أو يفهمه ، السياسيون العراقيون ….. ؛ وإنما هو في تفسير المحكمة الإتحادية لشرح وتبيان ، وتعيين وتحديد ، مفهوم الكتلة الفائزة ، ودار الإختلاف تأويلآ حول من هي الكتلة الفائزة ، أهي التي الفائزة بالإنتخابات وأنها الحاصدة على أعلى الأصوات لما تظهر نتائج الإنتخابات ….. أو أنها الكتلة الأكثر عددآ تشكل تحالفآ وتآلفآ وإجتماعآ في أول جلسة البرلمان الجديد …… وهذه هي البدعة التي أزمت الأمور ، وأنها الكلمة ( تفسير المحكمة الإتحادية ) التي سببت الإنسدادات في النظام السياسي الديمقراطي ، وهي بمثابة القشة الخفيفة التي قصمت ظهر البعير الذي يحمل أثقالآ فوق أثقال ….. ؟؟؟ وما أكثر البدع نضوجآ لما يسلك ( بضم الياء ) النهج المكيافيلي في القيادة والحاكمية …… ؟؟؟
لو كان التفسير الحقيقي الصحيح الذي بدل وغير ببلطجة سلطان حاكم مجرم ظالم لما إقتضت مصلحة الحاكم الدكتاتور الفاشي المستبد أن يبقى سلطانه هو الدائم والمستمر ، إفتعل فعلة هو أبتدعها لترميم سلطانه القابض على السلطة ، لما كانت نتائج الإنتخابات عام ٢٠١٠م ، وقد ظهرت النتائج الإنتخابية لصالح قائمة أياد علاوي ، وهو الذي حاز وحصد ( ٩١ ) صوتآ ، مقابل منافسه نوري المالكي الذي حقق ( ٨٩ ) صوتآ ، وقد لعب المالكي لعبته الماكرة — بما له من سلطان قاهر حاكم — التي لعبها ، وقد حصل على التفسير المريده الذي يرضيه هو ذاته ونفسه ، على حساب مباديء النظام الديمقراطي الذي يشير الى أن الكتلة الفائزة هي الكتلة التي ( أو الحزب أو أي تشكيل سياسي ) تحصل على أعلى الأصوات لما تظهر نتائج الإنتخابات ، ولا علاقة للبرلمان أن يكون القسيم بين أي من الكتلتين هي الفائزة …..؟؟؟
إن أرادوها ديمقراطية فهي دكتاتورية ….. ، وإن أرادوها تشكيلة كتلوية فهي البرلمانية ….. فأيآ تختر ، فهي الديمقراطية ، بمفهوم جهابذة السياسيين العراقيين المتخلفين وعي الديمقراطية على وجهها الحقيقي السافر المعمول به في الدول الكبرى ( أميركا ، بريطانيا ، فرنسا ، وغيرها ) التي تتخذ من الديمقراطية نهج نظام قيادة حياة ……..
حل الإنسداد يكون بالرجوع قهقرى ولو لمرة واحدة في حسن صنع عدل ، ما تم تغييره ، وتحريفه ، وبرمجته أمويآ ، والجري إنسيابآ سهلآ الى ما هو عليه التفسير الحقيقي الصحيح المعمول به عالميآ للكتلة التي تفوز بأعلى الأصوات ، لما تظهر وتعلن نتائج الإنتخابات قطعآ وتحديدآ ، بلا جدال بزنطي لا يسمن ، ولا مصانعة وإبتداع سفسطة وهرطقة يونانية قديمة لا تغني من جوع …… ؟؟؟
فالكتلة الصدرية التي حققت أعلى الأصوات لما ظهرت نتائج الآنتخابات وأعلنت ، فهي الفائزة ، ولها القدح المعلى والمذهب في تشكيل الحكومة ، وهي المخيرة بين أن تتحالف مع من تريد من الكتل ، والأحزاب ، والأفراد الفائزين المستقلين ، وبين أن تشكلها لوحدها ، وتتحمل هي كامل وتمام المسؤولية ، وبهذا تتحقق ترجمة شعارها الذي تنادي به ، وتجاهد عليه كما هو الظاهر من ثباتها
على《 لا شرقية ولا غربية 》، وتأكيداتها التغريدية التي يغردها السيد مقتدى الصدر ، والمصر عليها ……
فلا مماطلة ولا ملاواة ولا تناكفات ولا كلاوات ….. ولا غيرها من الترهات والإنقلابات والسفاهات والأبلقات ….. ؟؟؟
والميدان العملي هو التجربة والبرهان ……. وعلى الله سبحانه وتعالى التكلان …..