بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
يقصفنا السفهاء بجهالاتهم في السوشيال ميديا كل يوم تقريباً، وقد سمعت ليلة أمس أحدث نظرياتهم الخنفشارية في تقييم أداء الوزارات، جاءت هذه النظرية على لسان أحدهم في محضر انتقاده لأدائي الوزاري، حيث قال: ((الأداء الوزاري لا يُقاس بتعظيم الموارد المالية، ولا يُقاس بتعزيز أرباح الموظفين، ولا برفع مخصصاتهم إلى السقف الأعلى، ولا بتوزيع قطع الأراضي عليهم، ولا بفتح دورات التأهيل العالي لذوي الاختصاص، ولا يُقاس بالتواصل مع الموظفين ومتابعة عطاءهم اليومي، وإنما يُقاس ببناء الوطن، ويُقاس بمواجهة التحديات المستقبلية)). الى هنا انتهى خطاب هذا المتحذلق، الذي لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب، فهو يستعرض حزمة من الانجازات لكنه لا يعترف بها، فكل ما قاله هو محاولة لتسطيح كل ما قدمناه ، وتشويه صورته، والانتقاص منه، وبث سموم الاحباط في نفوس المبدعين والناشطين. .
ويتضح من كلامه، وهو هنا يمثل شريحة كبيرة من السفهاء، انه وجماعته يرفضون كل مؤشرات النجاح مهما عظمت أو صغرت، ويتجاهلون ثمارها الوطنية المتحققة على أرض الواقع. .
الحقيقة ان بذور الوطنية لا تراب لها في أجسادهم. . نحن لا ندافع عن الفشل، ولا نذود عن الفاشلين، لكننا نقول: بدلا من أن نلعن الظلام ينبغي أن نشعل شمعة، لكي تضئ لنا الطريق، وان لا نبيع الأخضر بسعر اليابس. فبعض السفهاء يحملون من الحقد ما يجعلهم يبغضون أنفسهم، ويحملون متفجرات الضغينة ضد كل من يتحرك أمامهم، خصوصاً وأن طاقة السفاهة لديهم لا تفني، ولبعضهم القدرة على استحداثها من العدم. .
لقد خدعونا بوطنيتهم الزائفة، لكننا نعلم علم اليقين أن الوطن لا يُبنى في الحانات ولا بنظريات السفلة والمزايدين. الذين يجرحنا كلامهم، وندرك تماماً أنّ الصواعق لا تضرب إلا القمم. .
والحديث ذو شجون . .