بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
بلا أدنى شك، وبلا تردد، اقولها بصوت عال: ان خوذة شيرين أبو عاقلة أشرف وأنظف وأرفع وأطهر من عقول أولئك الذي رفضوا الترحم على روحها الطاهرة، و لأمثال هؤلاء أقول: لا شك أنكم متطفلون على دين الرحمة، ولا تفقهون شيئاً. لأن عقولكم مشفرة على الشر، ولأنكم عبارة عن قطيع من الببغاوات الضالة. تعملون من حيث لا تعلمون لصالح أنظمة مجرمة لا ترى بأسا بقتل ملايين البشر (من المسلمين وغير المسلمين). فحينما تغضبون فإنما تغضبون وتثورون من أجل السفاسف والامور التافهة. .
أروني آية واحدة في القرآن الكريم تحرم الترحم على غير المسلمين، فمن المفارقات الإنسانية العجيبة أنكم لا تجوّزون الترحم عليها. لكنكم تترحمون كل يوم تقريباً على شذّاذ الآفاق من أعضاء العصابات الإرهابية المتسترة بالدين، وتترحمون على من يحرّض على القتل وسفك دماء الأبرباء، وتترحمون على من يتخذ المساجد والمنابر مكانا لقذف الأعراض، فيسيئون لكل من لا يروق لهم، وتترحمون على أرباب السوابق الذين نشروا الفرقة والبغضاء، واشاعوا الكراهية بين الناس، وتترحمون على من يفجر نفسه بين الناس في الأسواق والأماكن العامة، ظناً منه انه سيعانق حور العين، وأنه سيدخل الجنة من أوسع أبوابها. وكأن مفاتيح الجنة صارت بأيديكم أنتم وحدكم دون بقية البشر، أو كأنكم ملائكة تتحكم بأقفال الجنة والنار. أو كأن حساب الشعوب والأمم سيكون يوم القيامة على الهوية وليس على المواقف والأعمال. .
لم تخف الاحتلال يوما، لكن الاحتلال هو الذي كان دائماً يخشاها، فهي صوت فلسطين في آذان العالم، وعينهم على وحشية الاحتلال في القدس. .
لقد رحلت شيرين إلى الرحمن الرحيم، الى رب لا يظلم عنده أحد، اما الذين اثاروا الجدل حول عدم جواز الترحم عليها، فهؤلاء يعيشون ازمة اخلاقية. ولديهم مشاكل سلوكية، وليس لديهم ادنى استعداد للتصالح حتى مع أنفسهم. بل يتناقضون مع أبسط المبادئ الإسلامية، وكانهم لم يقرأوا قوله تعالى في محكم كتابه المجيد ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))، والمقصود بالعالمين؛ جميع الخلق من الإنس والجن والملائكة والدواب وغيرهم. .
فالاسلام دين الرحمة، ودين المحبة، فادعوا بالرحمة والمغفرة لهذه الشهيدة التي فارقت الحياة غدرا على يد عصابة مارقة لا ترحم. .
وداعا شيرين. ملامح وجهك الفلسطيني الحزين ستبقى بوصلة تشير دائماً الى الحرية والحقيقة. .