بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
مازلت أكتب واقرأ وأتابع كل جديد وكل مستحدث في القطاع البحري، واتواصل مع كبار المهندسين والملاحين والربابنة والمرشدين والعاملين في الموانئ، والنقل البحري، وناقلات النفط، وهيئة المرافئ، والهيئة البحرية، والقوة البحرية، والأكاديمية وخفر السواحل، واتواصل أيضاً مع الصيادين في خور عبد الله وفي مرسى زوارق الفاو، وتربطني علاقات قوية ومتينة مع رجال البحر سواءً من الذين في الخدمة، أو الذين احيلوا إلى التقاعد، وسواء الذين خدموا في المؤسسات المدنية أو الحربية. وربما أنا الشخص الوحيد الذي يتواصل معهم كل يوم وبلا انقطاع. أرسل لهم الصباحيات، وأعرض عليهم كتاباتي، واستأنس بآرائهم، واتفاعل مع طروحاتهم، وأناقش معهم الصغيرة والكبيرة. .
لكنني أشعر الآن بالإحباط والخذلان بسبب شطحات الإدارات العليا التي سمحت لصغار الموظفين من خارج الاختصاص بالتدخل في شؤون الموانئ والنقل البحري، واستبعدت الخبراء واصحاب المواهب والمهارات، ثم حاصرتهم وفرضت عليهم العزلة. واستعانت بالمتطفلين على الاختصاص، وتعمدت تعطيل القوانين والتشريعات. .
انظروا الآن كيف تحولت واجهاتنا البحرية المدنية في بعض المؤسسات الى دكاكين ربحية مترهلة قائمة على إحراز المكاسب والمنافع من خلال إبرام العقود المشبوهة، فكل الخدمات معروضة للبيع، وصارت الرتب والنياشين البحرية تزين أكتاف الذين لم يعملوا يوماً واحداً في البحر، واصبحنا نحن الغرباء في ظل هذا التدهور المتسارع الذي شهدته معظم دوائرنا المدنية. ولا أرى أي بصيص أمل في إصلاح هذه الاوضاع المتردية في ظل تفشي ثقافة المحاصصة، وفي ظل الابواق الإعلامية المأجورة، وحملاتها الملفقة ضد الخيرين من جهة، ودعم الفاشلين من جهة أخر. ولست مغاليا اذا قلت أننا نقف على مسافة قريبة من الانهيار التام للقطاع البحري. .
والله يستر من الجايات. . .