بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
يذكرني عنوان هذه المقالة بقصيدة (فتاوى للإيجار) للشاعر الوطني الغيور (موفق محمد)، التي يقول في مطلعها:-
“من رأى منكم عراقيا فليذبحه بيده”.
فقد دارت علينا الدوائر، منذ العصر السومري الأول وحتى اليوم الذي صارت فيه المحاصصة السياسية عنواناً للاصلاح الذي طال انتظاره، وكيف يبزغ فجر الإصلاح في ظل سياسة تكميم أفواه الموظفين، ويا ويله ويا سواد ليله الذي ينتقد أداء المدراء الفاشلين. .
لم تعد الكتابة مسموحة للعمال والموظفين على صفحات منصات التواصل، وإلا ستكون تهمة التشهير تنتظرهم في أروقة المحاكم، وسيكون مصيرهم الترحيل المُذل خارج التشكيل الذي يعملون فيه، والذي افنوا فيه أعمارهم، وستكون الاعتقالات والمداهمات الليلية من حصة المتقاعدين. بينما يقف مرتزقة الإعلام المأجور بقوة لدعم وتجميل صورة الفاشلين. .
اصبح الشعار السائد اليوم في معظم مؤسساتنا هو: (من رأى منكم فاشلاً فليسكت). حيث لا محل بعد الآن لحرية التعبير، ولا محل للاصلاح الذاتي، ولا مجال لتشخيص العيوب والهفوات، ولا مجال لرفض المخالفات والانتهاكات، واصبحت الحرية المطلقة من حصة المدراء اللاهثين وراء سراب المحاصصة، بينما سجلت تداعيات الترهل الوظيفي أعلى مؤشرات الانهيار الاداري في معظم الواجهات التنفيذية التابعة لدكاكين المحاصصة. .
ربنا مسنا الضر وانت أرحم الراحمين. .