بقلم : حسن المياح …
لا أدري هل الديمقراطيون نسوا , ومالوا عن , وإلتووا على ركائز وأصول وقواعد بناء الديمقراطية في الحريات الأربع , أو أن الديمقراطية نفسها قد نست , وإلتوت , وفارقت , وإنقلبت على ما قامت على أساسه من أصل الحرية , الذي هو حجر الزاوية في بناء كيانها , وتأسس وجودها , الذي لولاه لما كانت هي ديمقراطية ……
أم أن سلوك السياسي في حراكه المكيافيلي يتحورب , ويتلون , ويتقلب , وينقلب , ويلغي , ويبدل , وما شاء له طمعه الصعلوكي . وجشعه الطامع إستيلاء بقاء وإستمرار على الموقع والمنصب الذي يدر عليه المال السحت الحرام خدمة لذاته وحزبه وما تنشده نفسه الأمارة بالسوء , بدلآ من أداء تكليفه الذي هو بعهدته ومسؤوليته , حراكآ سياسيآ لكل ما هو خير وصلاح وإستقامة ….. حتى لو إنقلب على أساسه الذي يدعو اليه ولا يحترم تطبيقه …..
هذه مقدمة مقال يتحدث عن { الحرية } بما هي الصعد التي تتدخل فيها , وتعالجها مذهبآ آيدلوجيآ وتفكيرآ واعيآ هادفآ وسلوكآ عمليآ تطبيقآ , التي هي مادتها وجوهرها ولونها وتربتها وذرات وجودها في عالم الآيدلوجيات وطرق الحراك والسلوكات السياسية ……
وما قانون , أو قرار , أو سلوك , أو ممارسة , * تكميم الأفواه * في نظام يقال عنه أنه ديمقراطي سياسي إجتماعي يقود الحياة بإعتباره النظام الأصلح , والأفضل , والأرقى , والأجود , إلا نموذجآ جاهلآ منحرفآ لما هي الديمقراطية , وأسس ركائزها هي الحريات الأربع ……