بقلم : علي عاتب ..
مظفر النواب.. برلمان الشعر المقاوم ، والممثل الشرعي لاطياف الشعب الكادح .. إنتخبته المآقي قبل الاصابع ، وتوشح بليل البنفسج قبل أن يكون حبر البنفسج جواز السفر للاقتراع البرلماني ، فلا مجال للمقارنة بين النواب الشاعر الكبير وبين أغلب النواب في البر لمان العراقي ، رغم تشابه الاسم والصفة ..
النواب المناضل الشاعر الكبير ، ركب قطار الوطنية وتسلح بالإيثار وحب الوطن .. عاش الكلمة الثائرة بوجه الطغاة سفيرا.. ومات يلتحف نصوصه الشعرية فقيرا..
مظفر النواب الطائر الوحيد الذي لا يحتاج الى الهبوط فبقى محلقا في سماء الوطن ، تحمل أعباء المقاومة في شعره وذاته الى حد الإحتراق .. شموخ وتألق متفرد ، بقي مواضبا على السفر بين محطات القهر في قطار الشعر المقاوم .. لم يغادر سكة النضال ، صامدا بوجه الأنظمة المتسلطة ، بينما الكثير من نواب البرلمان حطوا الرحال في محطة فخمة .. إمتيازات .. وحمايات .. وقد ركبوا سكة المغانم وإستأثروا بالرواتب الفخمة ، والمقاولات الدسمة ، وركنوا مصلحة الشعب الذي إتنخبهم جانبا ، وتسلحوا بالاحزاب والكتل السياسية التي رشحتهم .
قطار مظفر النواب لا يشبه جكسارات مجلس النواب ، فهو مشحون بالعواطف الجياشة والشجن الجنوبي اللذيد ، نوافذه تطل على تأريخ عظيم لحضارة تمتد ملايين السنين ، بحث في دروب اللغة حتى إستخرج مكنوناتها فتميز بالتجديد وكسر الأطر السطحية ، فباتت قصائده تستهدف الذات وإنتشالها من دوائر السطحية ، وشواذ الكلمات ..
يصدح بحنجرة الألم على أنغام القيثارة السومرية ..
مدري منهو بصدري يبجي
مدري منهو يشكك بگلبي الكواغد
مدري منهو يجرني بيدر للمطر …
أما جكساراتهم فهي مظللة ، لا يرون من خلال نوافذها غير المصالح الحزبية والشخصية .
علي عاتب