بقلم : وليد الطائي ..
العواصف الترابية التي يتعرض لها العراق، لا تحتاج إلى كل هذا التحليل والتفسير، انا جداً اؤمن بنظرية المؤامرة، وتركيا تشرف على المؤامرة ضد الشعب العراقي، أن التصحر الذي حصل في العراق بعد عام ٢٠٠٣ ولغاية هذا العام ٢٠٢٢.
هو بسبب قيام تركيا بقطع المياه عن العراق، مما تسبب بتجفيف الأنهار ومنابع المياه في الأراضي الزراعية العراقية الشاسعة،
وهذا التأمر التركي، جاء بعد الضوء الأخضر المقدم من الحليف الإستراتيجي الأمريكي للعراق!!
لأن الحليف الأمريكي شريك أساسي في كل هذا التخريب والتدمير والفساد الذي يحصل في العراق.
لأن الحليف الأمريكي، لا يرغب أن يكون العراق بلداً قوياً مزدهراً متقدماً، صاحب قرار سيادي، إنما يريدون بلداً متفككاً يسوده الفساد والانحلال والتفسخ والأنحطاط والتميع وخاضعاً للتطبيع والاحتلال، وفاقد السيطرة على ثرواته النفطية وخيراته، يريدونه بلداً خاضعاً لهم بكل شيء،
فضلاً عن سكوت الحكومات العراقية المتعاقبة عن العقوبات والحصار الذي يتعرض له الشعب العراقي، وعدم تقديم الشكاوى لدى الأمم المتحدة، أو ما يسمى مجلس الأمن الدولي، والمحاكم الدولية، وبقيت حكوماتنا متفرجه على بلادها وشعبها كيف يموت، حتى الذين يريدون وطن سكتوا عن حرب المياه التي تشنها تركيا ضد العراقيين،
واطلقوا أكاذيب بأن قطع المياه سببها إيران،
بينما حتى كتاب الجغرافية الذي تعلمنا منه في المدرسة في زمن نظام ابن العوجة، كان يحدثنا عن نهري دجلة والفرات، ومنبعهن تركيا، ولم نسمع انذآك أن المياه العراقية مصدرها إيران،
مع ذلك أن الحكومة العراقية مقصرة في إيجاد البدائل، إنما ساهمت بالقضاء على الغابات والنخيل والبساتين وجعلتها مناطق سكانية،
وزارة الزراعة لم تطور التقنيات ولم تستفيد من المياه الجوفية في الأراضي العراقية، لادامة الزراعة واستصلاح الاراضي، بل ساهمت بتدميرها وجعلت الصبخة تستفحل وتعلن سيطرتها على أراضٍ شاسعة،
سد اليسو التركي الذي يحجز 36 بالمئة من مياه نهر دجلة وهذا يشكل خطراً كبيراً العراق،
مشروع گاب GAB التركي، الذي يضم ٢٢ سدا و١٣ محطة كهرباء على روافد دجلة والفرات، وهذا سيضع العراق في كارثة إنسانية وبيئية واقتصادية،
بل أراضٍ غير صالحة للسكن والعيش، وربما يعرض الشعب العراقي إلى هجرة،
كل هذا وحكومة العراق لا تحرك ساكن، كذلك مجلس النواب العراقي، كأن الأمر لا يعنيه،
وزير الخارجية، فشل بالدفاع عن العراق وحقوقه في المياه، رغم ذلك ما تزال انقرة تصر على تطوير مشروع الأناضول الكبير وهي تلوح الآن بأنشاء سد الجزرة، الذي سيدخل العراق بنفق العطش الحقيقي كونه سيمنح بأرواء الاراضي الزراعية بمقدار مليون دونم فقط مايعني نقص 68% من حصة العراق المائية في نهر دجلة وبالتالي اختفاء التنوع البيئي وهجرة المزارعين واختفاء الحيوانات،
الإعلام العراقي الوطني، وأصحاب الأقلام الحرة
عليهم واجب وطني وشرعي، أن يقوموا بحملة شعبية كبرى في حث الفعاليات السياسية ومنظمات المجتمع المدني على إقامة الشكاوى الدولية،
وحث القوى السياسية على التحرك السريع، من اجل إنقاذ العراق من هذه الحرب الاقتصادية والبيئية المدمرة المفضوحة، السكوت عن هذه الحرب يعد مشاركة أساسية في الحرب ضد الشعب العراقي،
بل يعتبر خيانة للعراق، تركيا لديها أطماع كبيرة في ثروات العراقيين، والعثماني أردوغان يسعى للسيطرة على شمال العراق وخصوصاً محافظة كركوك،
وربما تتحقق سيطرة أردوغان في نهاية عام ٢٠٢٣ اذا لم يكن هناك رادعاً عراقياً لهذه العنجهية الأردوغانية العثمانية، ونحن أملنا كبير بالحشد الشعبي والمقاومة الإسلامية العراقية الشريفة.