بقلم : حسن المياح …
إنه تطور قفزة نوع ، لا صعود كمية بالتدريج …. وهذا هو التطور الديالكتيكي المتعانق فلسفة مادية خالصة مع ما هو تطور دارويني ، بإستخدام الأسلوب المكيافيلي النافع للذات المستأثر دوام وجود الحال المنتفع الغانم الكاسب …… وهذه هي فلسفات الشرق والغرب ، والآيدلوجيات الشرقية والغربية ، بما تنطوي عليه من زركشة جذب تحضر ليبرالي ، وبريق تمدن حر إباحي ……
فأين أنت أيها المواطن العراقي الغافي النائم المسخور منك ، والمضحوك مما هو وجودك الخامل المتحجر الجاهل …. ؟؟؟ !!!
وبدأ يتحدث السياسيون اللصوص البائسون المهزومون المنكمشون المتقوقعون الفاشلون — الناهبون لما شاخوا وإنكشفوا ، وضعفوا ووهنوا ، وحل الدبيب المتسارع خطوآ فيهم عن المواقع الحساسة والمناصب المتسلطة لينعزلوا ، ويغادروا ، وهم العالمون أنهم سيحاسبون على الإجرام والسلب والظلم والنهب والإستئثار والطغيان والإستبداد والبلطجة سيسألوا ، وفي أقفاص المحاكم سيودعوا ويحاكموا — عن وجود دوليتين متوازيتين ، تتواجدان سلطة ، وبلطجة ، وحاكمية فعلية ظالمة ، ونهبآ متحاصصآ مرتبآ ، وإستئثار وجود حاكمية طغيان غاشم ، وإختصاص إمتياز إستبداد بالثروات والمناصب ، والولوغ وجود تسلط في المؤسسات ثابت حازم ناقم : أولاهما سطحية منتخبة معلومة مكشوفة معروفة ….. وثانيهما دولة عميقة غائرة متمكنة إستمكنت لما إستوثقت وأسست ورتبت وأحكمت وجودها الفارض القوي الآمر الفاعل المؤثر المحقق الغانم ….
والشعب العراقي بكله ، وجميعه ، وعمومه وإستغراقه ، وقضه وقضيضه ، ووجوده البشري الكامل التام هو الضحية لهاتين الدولتين الداخليتين المتصارعتين في بودقة العراق الواحد …… وإنها لمسرحية تراجكوميدية ، بما فيها من بؤس وشقاء وعذاب ، وما فيها من بذخ وإسراف وثراء ….. وهذه هي دوامة ديمقراطية الإحتلال التي تدعو الى فقدان وضياع بوصلة الخدمة المجتمعية الوطنية ، لما يكون المبدآ المكيافيلي السياسي المجرم المحتال هو الحاكم المتسلط الفارض ، الذي يلغي كل أسس الديمقراطية التي يدعون ، وينسفها من الجذور ، وذلك بجعل الدكتاتورية المستبدة الطاغية المجرمة الظالمة هي قمة سلم التطور الآيدلوجي الدارويني لما هي الديمقراطية الرأسمالية ، التي بدأت حبوآ إقناعآ لما هي الحريات الأربع الصبغ ، التي تتصارع جدليآ ديالكتيكيآ من خلال محاولة إثبات الشيء ونفيه الذي هو ضده ، وبالتركيب يكون القفز الإنفجاري الجديد الذي يتمثل بالسلطان الدكتاتوري المستبد الفارض وجوده الحاكم بالحديد والنار ، والبلطجة والقتل ، والتهديد والوعيد ، والنفي والتطريد ، والإعتقال والسجن الطويل والتعذيب المديد …… وتتحول الحريات الرأسمالية الأربع الصبغ قفزآ نوعيآ تطوريآ طفرة ، لا تدرجآ كسبيآ كميآ متصاعدآ تدريجآ ، الى صبغة تكميم الأفواه …. وهذا هو الإلغاء الذي نتحدث عنه ، ونقوله …….
وهذا هو واقع حال العراق …. دولة وحكومة ، وسياسيين وشعبآ …… وضياع ثرواته ونهبها …… وإهدار خيراته وإحتقار الوجود الإنساني الكريم لما هو شعب ، وسيادة وطن ، وتوزيع حقوق عدالة ….. ؟؟؟ !!!