بقلم : حسن المياح …
وكيفية التعامل معه ومعها …
المقصود ب( معه ) مع الطغيان … وب ( معها ) مع صنمية السياسي الطاغية الحاكم الظالم المتسلط …..
《 الإمام الحسين عليه السلام النموذج الواعي الثائر 》
— الحلقة الثالثة —
** إختيار وإعلان موقف **
لما لم يكن للإمام الحسين عليه السلام فرصة أن يكون له الدور الفاعل المؤثر في صناعة القرار السياسي ، وكيف يجب أن تكون الحاكمية نوعآ ، وأسلوب تعامل مع الناس الرعية ( الشعب ) … ، وأنه ليس في حساباته أن يقبل أن يكون لاعب الدور المتفرج الساكن الساكت الذي لا يؤثر ، ولا يحرك ، ولا يغير ، ولا يبدل ، أو قل أنه ليس بمقدور السلطة الأموية الحاكمة أن تحوله ( الإمام الحسين ) الى متفرج ، وهو دور اللاأبالية ( جماعة الشعلية ) وهو ما هو عليه من معرفة بظلم حكومة بني أمية ، ولكن كذلك ليس بإستطاعة الحكومة الأموية أن تترك الإمام الحسين حرآ طليقآ وشأنه ، وأنها العالمة بالإمام الحسين الذي هو الشخص المريد المكلف إلاهيآ الواعي المتحرك الذي يعارضها ، وبكامل إرادته وحريته ….. فلم يبقى أمامه وأمامها إلا أن يختار دورآ واحدآ من دورين لازمين ، ولا يمكن الجمع بينهما ، فهو أما أن يكون له دور اللاعب الفاعل المؤثر الحر المغير …. ، وأما أن يلعب دور المنفعل ويبيع رأيه ( ويصبح مسلوب الرأي المعارض وبمليء إرادته وقبوله وإختياره ، وهذا ما لايكون بتاتآ أبدآ ، ومطلقآ ، من الإمام الحسين عليه السلام ) الذي يوقع على بيعة يزيد — خليفة شرعيآ مطاعآ — صاغرآ مرغمآ خاضعآ خانعآ ذليلآ منكسرآ ، وحاشا الإمام الحسين أن يكون كذلك … ؟؟؟ !!!
والإمام الحسين عليه السلام بكامل إرادته ووعيه وتكليفه وإختياره أصر على أن يكون دوره هو دور الثائر الذي يحدث موجآ تغييريآ سياسيآ وإجتماعيآ وإقتصاديآ ، وهذا الدور هو دور الإنسان المفكر الواعي الثائر الحر المريد الذي يملك بوصلة عالم وجوده الحياتي ، والذي يختار نوع الحياة التي يريد ويفضل ، والذي يضع منهاج مسيرة حياته الدنيوية الحرة السعيدة الرغيدة ، والذي يؤسس لنهاية وجوده الحي في عالم الدنيا موتآ طبيعيآ حرآ كريمآ ، أو موتآ خرمآ عقابآ لما إختاره بتمام وعيه المفكر الحكيم العازم المريد من عيش حياة حرة عزيزة كريمة قويمة … وهذا الموت الخرمي هو الشهادة التي كان يتمناها الإمام الحسين عليه السلام ، والتي يأنس اليها ، وبها ، ولها ، وفيها …. !!! فكانها … وكانته …. ؟؟؟ كانها لأنه هو أرادها بكامل وعيه وتصميمه العازم المفكر المريد …. وكانته لأنها إحتضنته قربان ثورة رسالية مؤمنة ، كريمة عزومة ، شجاعة باسلة ، فريدة طهر وتضحية عزم واع مفكر مريد …. ؟؟؟ !!!
ولذلك صرح الإمام الحسين عليه السلام ، لما ضيق عليه في أن يختار أما العزة أو الذلة …. وهذا هو الخط الأول ….. ، وأما الشجاعة والبطولة والبسالة والتضحية والحرية والشهادة ، أو الجبن والضعف والخضوع والخنوع والإستسلام وإثرة سلامة الحياة بمهانة والقبول بتجرع السم القاتل المميت ….. وهذا هو الخط الثاني …. . فآثر الخط الأول إرادة بوعي ، وإختيارآ بكرامة شجاعة وبطولة رسالة الإسلام التي تدعو الى نصرة الحق والعدل والسير على خط الإستقامة ….. والرفض لكل ما هو باطل وظلم وإنحراف وسفاهة ولذة طعم حلاوة دنيا دنية مهانة زائلة …. لذلك قال بعلو جهور صوته الرسالي البطولي الشجاع الزائر صولة أسد ضرغام《 ألا وإن الدعي قد ركز بين إثنتين : بين ( السلة ) الصعبة المرة … ، وبين ( الذلة ) المهينة المرذلة … ، وهيهات منا الذلة 》….. ؟؟؟
وتقبل الإمام الحسين عليه السلام بنفس مطمئنة حرة قانعة مريدة راضية مرضية الموت الذي هو عنده الشهادة ، لا الموت الذي هو الموت ( الأجل ) الطبيعي لكل إنسان ، والمحتم عليه قبوله بأي حال من الأحوال ….. ؛ وأراد الإمام الحسين أن يموت موتة الشهادة التضحوية البطولية الشجاعة المستبسلة من أجل إعلاء كلمة الله في التوحيد ، والرسالة ، والإمامة ، وطريق الحق والعدل والإستقامة في دين الإسلام ….
وسنتحدث عن تقبل الموت ، والحرية ، والتضحية ، وشجاعة إتخاذ القرار للدور الذي يريده ويصر عليه الإمام الحسين ، لينتهجه أسلوب تعامل ، وسلوك مسيرة عمل جهادي سياسي وإجتماعي ، على إستقامة خط الحق والعدل ، على أساس عقيدة التوحيد الإلهية الرسالية ……
فيا أيها المواطن العراقي المعاصر لحاكمية الطغيان الحزبي البشري …. هل أنت على رسل نهج ومنهاج وطريق قدوتك وأسوتك الإمام الحسين عليه السلام ، الذي يلهج لسانك شرفآ وكرامة دومآ بذكره لفظآ وسلامآ وتحية وإنحناء تقدير وتوقير وإحترام …. وأنك ترفض الباطل وتقاتله لتقلعه من جذوره وتنسفه من إساس ثبات وجوده ، وتلغي كل ما هو وجود ظالم ، ومنحرف ، ومجرم ، ومستأثر الذات السياسية الحاكمة ( السياسي الفاسد ) بالبلطجة مكيافيلية منافع ومصالح بالمناصب والثروات المنهوبة والمستولى عليها ، وفرض السياسي الحاكم المتسلط الظالم المنحرف الناهب العميل المعين من قبل المحتل الأميركي والبريطاني الصليبي المستعمر ….. وما الى ذلك من وجودات ظالمة ومنحرفة وعميلة متبرقعة اللباس ، تزركش وجوداتها بطلاء صبغ زائل غاش مزيف كاذب ما أنزل الله به من سلطان ، من أجل التسلط والحاكمية المتصعلكة المكيافيلية المجرمة التي لا تبقي شعبآ حيآ واعيآ رافضآ لكل إعوجاج وإنحناء وتخندقات لصوصية سارقة مستولية ناهبة ، ولا تذر مناصب وثروات وخيرات إلا إستأسدت عليها ، وغصبتها ، وإستولت عليها ظلمآ ، وإستملكتها جورآ وتعسفآ وحال تصعلك مبلطج مستأثر ناقم ….. ؟؟؟
فهل أنت أيها المواطن العراقي حسيني القدوة والمنهج والعيش الحر الكريم العزيز ….. أو أنت الشخص الجبان المنفعل ، مصنم يزيد الهوى والإنحراف ، وموثن الظلم والفجور ، المطواع العهور ، مرغم الأنف خضوعآ وخنوعآ المهان الرذيل ….. وتأتي بعدها ، وترفع عقيرتك الذليلة المهانة الفاسدة المجرمة العميلة التابعة … وتقول * هيهات منا الذلة * ، تشبهآ شكلآ صبغآ لطخآ مزالآ ، لا صبغة ثابتة راسخة ، كما هو الإمام الحسين عليه السلام ……. !!! ؟؟؟
إختر — أيها المواطن العراقي المعاصر الحر المريد العازم الكريم العزيز — طريقك ودورك ، كما إختار الإمام الحسين عليه السلام ، بشجاعة علن وشموخ ، وبسالة وضوح موقف رجولي بطولي بوجه أعتى حاكمية مجرمة طاغية ، تستأثر ذوات شخوصها وأحزابها ، وتعتنيها منافعآ ومصالحآ ، ومواقع مسؤولية مغتصبة ومناصبآ دكتاتورية محتكرة ، بنهج صعلوك رذيل جبان مجرم فوضوي مكيافيلي مستورد ، فرض عمالة لمحتل أميركي بريطاني صليبي غاصب غاشم …… ؟؟؟