بقلم : كاظم فنجان الحمامي ..
تفجرت عمليات القرصنة المتبادلة فجأة بين إيران واليونان منذ بضعة أيام، عندما قامت القوات البحرية اليونانية بالاستيلاء على ناقلة النفط الروسية (LANA)، التي كانت تحمل أكثر من (100,000) طناً من النفط الإيراني في طريقها إلى الموانئ الروسية، فاحتجزتها القوات اليونانية في جزيرة كريستوس بطلب من الولايات المتحدة، ثم أفرغت حمولتها من النفط، وشحنت النفط الإيراني في ناقلة أخرى وأرسلتها الى الموانئ الأمريكية. .
وتعاملت إيران مع القرصنة اليونانية بالمثل، فارسلت طائراتها العمودية للهبوط على سطح الناقلة اليونانية (Delta Poseidon)، التي كانت قادمة من ميناء البصرة النفطي وهي محملة بالنفط العراقي، ثم توجهت الطائرات نفسها للهبوط على سطح الناقلة اليونانية (Prudent Warrior)، التي كانت هي الأخرى قادمة من منطقة الـ (STS) الواقعة عند مقتربات المياه الإقليمية العراقية، ومحملة بالنفط العراقي. ولابد من الإشارة هنا إلى ان العراق لا يبيع نفوطه بالآجل، وان النظام المعمول به من قبل شركة التسويق النفطي (سومو) يقضي باستلام المبالغ المترتبة على قيمة الشحنة قبل التحميل، وبمجرد مغادرة الناقلة رصيف التحميل، في طريقها الى البحر، تصبح الناقلة في عهدة مالكها اليوناني، الذي يرتبط مع المشتري ببنود بوليصة الشحن. .
نذكر ايضاً ان السفن والناقلات اليونانية، التي كانت متواجدة في مياه الخليج العربي في ذلك اليوم، كانت بحدود 17 سفينة، وكانت جميعها مرشحة للمصادرة. الامر الذي دفع البحرية اليونانية إلى رفع درجة استعدادها للاستيلاء على المزيد من السفن والناقلات الإيرانية المتواجدة في حوض البحر الابيض المتوسط. وربما تلجأ إيران إلى مواصلة الاستيلاء على الناقلات اليونانية المغادرة من موانئ المنطقة، بضمنها الموانئ العراقية. .
لا شك ان هذا السلوك المرفوض يتناقض تمام مع الاعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية، وفي طريقه الى الانتشار، وينذر بتوسع دائرة الخطر لتشمل الخلجان والبحار والمحيطات. الأمر الذي يستدعي عقد اجتماع طارئ وموسع لمنظمة أوبك (OPEC) وبحضور المنظمة البحرية العالمية (IMO) للحد من هذه الفوضى العارمة، وإلزام القوى الدولية بضرورة توفير مستلزمات الملاحة البحرية الآمنة، وضمان سلامة الناقلات العملاقة المترددة على الموانئ النفطية. .