بلاوي نيوز …
فعلاً هو السؤال الأهم في كل هذه المعضلة التي لا تزال تؤرق كل وطني اصلاحي شريف، ولا تزال تقض مضاجع كل من يؤمن بعراق معافى، سليم الإقتصاد، قوي الجناب، مهاب، مصان، أنها معضلة الحرب ضد الفساد والتحكم والتهريب والاستغلال والابتزاز وكل اوبئة الانحلال التي تواجهها الدول في العادة كلما تبدل نظام ديكتاتوري، وكلما بدأت تفسخ مظاهر دولة سادت ثم بادت، وهنا مع هذا التفسخ تظهر للسطح عيوب اخفاها القمع، وتنز رغبات وشهوات غيبها الخوف، وللأسف تستشري ممارسات الإنحراف في المجتمعات.
العراق ليس بدعاً من هذا، فبعد سنوات طويلة من الديكتاتورية العسكرتارية الفاشية، لابد ان تظهر امراض وعيوب كثيرة، والمنطقي ان يتم مواجهتها، ودفع ضريبة هذه المواجهة، لكن من غير المنطقي ان تتحول المواجهة الى قاعدة، ويتحول الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي الى استثناء!
هل من المعقول ان يستمر تفكك مؤسسات الدولة، وانهيار قطاعاتها؟، ولاسيما تلك المتعلقة بالصناعة عصب الحياة الحديثة، وشريان الدولة الابهر، ورئتها التي تتنفس عبرها.
هل من الممكن ان تستمر دولة بحجم العراق وقدرته المالية عاجزة عن وضع نفسها على الطريق الصحيح، واتخاذ مسار يتناسب مع مقدرتها الاقتصادية، طبعاً الجواب لا.
لا، بلحاظ وجود شرفاء كثر، وقادة لا يرتضون ان ترتهن البلاد للأزمات، ولا يعيش أهلها اسرى التسلط والتسيب في آن واحد، لذا رأينا كيف ان مهندساً شاباً، كمحمد صاحب الدراجي، يعمل بجد واجتهاد ودأب من اجل ان يعيد بناء منظومة الصناعة الحربية والعسكرية في البلاد، وان يشحذ الهمم، مدعوماً ومؤيداً بدعم لا محدود من لدن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، اذ اعيدت بجهود الإثنين معاً هيئة التصنيع الحربي للحياة ولم يمضِ على عمرها العامين، حتى لاحت بشائر الخير والنجاح، فراحت الهيئة الفتية تزف البشرى تلو الأخرى، وتراكم النجاح فوق الآخر، واخرها تمكنها من تصنيع اول مسدس عراقي بعد 2003 في مصانع الهيئة، وتطلق عليه اسم بابل، وتستعد هذه الهيئة لإطلاق تجربة بندقية الرافدين، وتخطط وتعد العدة للمزيد من المشاريع الإنتاجية التي من شأنها توفير مخزون استراتيجي من الأسلحة والمعدات الحربية للقوات المسلحة بكل صنوفها، وأيضاً تعد العدة الآن للتعاقدات الدولية مع كبريات الشركات العاملة في قطاع تصنيع الأسلحة والاعتدة والمستلزمات الحربية والعسكرية، في تطور وطني يشيد به البعيد قبل القريب.
آملين ان يواصل الدراجي وفريقه النشط هذا العمل بهذه الهمة وبهذه الروح الوثابة لخدمة العراق القوي السيد .