بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
تدفعني هواجس قوية منذ مدة لطرح تساؤلات مثيرة للجدل، في مقالة جريئة تتناول تصورات من وحي الخيال السياسي، لكنها تصورات محتملة الوقوع، ومبنية على تنامي النزعة الانقلابية لدى البعض (لا توجد جهة محددة)، فلربما أدى الركود السياسي إلى إنتاج مفاهيم ثورية قد تراود البعض، وتدفعهم نحو تصعيد المواجهات المسلحة للاستحواذ على الحكم بالقوة، ولعل أهم النماذج العراقية المشابهة والمجسدة لهذه الذهنية هي مسلسل الانقلابات، التي وقعت عام 1958، ثم عام 1963، ثم في عام 1968. سيما ان تلك الذهنية تدعمها الترسانات الخفيفة والمتوسطة التي تمتلكها وتتفاخر بها الاقطاب المتنافرة، وتدعمها ثقافة العنف، وتعاظم الرغبات الجامحة لإعلان التمرد على الدستور، والاطاحة بالعملية السياسية برمتها. وربما تتدخل جهات إقليمية أو دولية لزعزعة الأمن والاستقرار، بعد ان صار العراق ساحة مفتوحة لكل التدخلات السافرة. وربما تتعمد جهة سياسية مسلحة استفزاز جهة إخرى مسلحة، فتسعى لتشجيعها، ودفعها من حيث لا تدري للقيام بخطوة انقلابية متهورة وغير محسوبة العواقب، بهدف توريطها، تمهيداً لاستبعادها نهائيا من المشهد السياسي. .
ربما يقول قائل منكم: أن هذه التوقعات لن تتحقق أبداً بسبب تعدد الاطراف المسلحة، وان الوضع الهش لا يحتمل اي صدام مسلح، لأنه سيكون إيذانا بتفجر عشرات البراكين الدموية، وسيتحول العراق الى مقاطعات صومالية ملتهبة بالمواجهات التدميرية الكاسحة، وسنعود، لا سمح الله، إلى العصور الحجرية الأولى. وربما تتحقق التكهنات المأساوية كلها بدعم دولي تغذيه القوى الشريرة المتنفذة في الشرق الأوسط. .
ليست هذه تنبؤات نوستراداموسية، وليست ضرباً من ضروب الغيب، لكنها احتمالات مرشحة للوقوع في بلد صار يتقبل كل السيناريوهات المثيرة للقلق، والتي لا تخطر على بال الجن الأزرق. .
والله يستر من الجايات. .