بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
بررت اليونان تصرفها في الاستيلاء على الناقلة الروسية (LANA) بأنه جاء في إطار العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والناتو على روسيا. فهل صارت السفن المدنية الروسية المتحركة الآن في البحار والمحيطات هدفاً مشاعاً لفرقاطات وبوارج الاتحاد الاوروبي ؟. .
ثم استولت اليونان على شحنة النفط الايراني التي كانت تحملها الناقلة الروسية بذريعة تطبيق العقوبات الدولية المفروضة على إيران. فهل أصبحت الصادرات الإيرانية المنقولة بحراً عرضة للنهب والسلب ؟. .
بعد ذلك بيومين أرسلت إيران طائراتها الحربية للاستيلاء على ناقلتين يونانيتين خارج المياه العراقية في حوض الخليج العربي، لتفتح صفحة جديدة من صفحات الفوضى الملاحية العارمة التي سيتسع نطاقها ليشمل جميع السفن التجارية التابعة للاتحاد الاوروبي، وجميع السفن التجارية الروسية، بضمنها السفن التجارية الإيرانية، فالمنطق الدولي السائد الآن في البحار هو منطق الاستهتار الدولي، وانتهاك الاعراف والقواعد والقوانين والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها حكومات كوكب الأرض منذ عقود وعقود. والمشهد المعروض أمامنا الآن لا يبشر بخير، ويبعث على التشاؤم، ويعكس انطباعات مفزعة، توحي بفقدان الأمن والأمان في بحار الله الواسعة، وربما ستترك هذه الفوضى تداعياتها على موانئ العالم، فإذا توقفت حركة السفن التجارية ماتت الموانئ، وتصاعدت مؤشرات الكساد، وتقطعت أوصال سلاسل التوريد، واقفلت المحطات اللوجستية أبوابها، وتعطلت نشاطات المنظمة البحرية الدولية، ولم يعد لقراراتها أي قيمة في ظل هذا التهور الذي تقوده الآن الاساطيل الحربية في كل مكان. .
وربما سنسمع بعد بضعة أيام عن استيلاء الفرقاطات اليونانية على سفن الحاويات الإيرانية، وربما يتحرك الاسطول الحربي الإيراني ليطارد السفن التجارية اليونانية، ويمنعها من عبور مضيق هرمز، عندئذ تتحرك بوارج الناتو لتقف في بوابة مضيق جبل طارق، ومضيق باب المندب، ورأس الرجاء الصالح، لتفتش السفن التجارية القادمة والمغادرة، بينما تحرك روسيا أسراب قاصفاتها لضرب السفن التجارية الاوربية واغراقها. .
ما نراه اليوم من انتهاكات سافرة يرسم أمامنا كل السيناريوهات المخيفة المتوقعة، فالبلدان التي كانت تزعم انها تحارب الإرهاب، وتزعم محاربة القرصنة، صارت الآن ضليعة في ممارسة الارهاب البحري، ومتفننة في أعمال القرصنة الملاحية. .
والله يستر من الجايات. .