بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
لا تقتصر مشكلة سرقة أسئلة الامتحانات على المدارس العراقية، ولا على البلدان العربية، فمدارس العالم وجامعاتها كلها تعاني منذ زمن بعيد من تسرب الأسئلة. .
ففي الصين (مثلاً) اتخذت الحكومة تدابير أمنية متشددة، استخدمت فيها التقنيات المتقدمة لمنع تسربها. ومع ذلك وقعت فضيحة مدوية قبل بضعة أعوام في احدى الجامعات بمدينة نانتونغ بمقاطعة سيتشوان، بطلها طالب يدعى (Yang Bo). تسلل خلسة الى غرفة الامتحانات، وسرق اسئلة الرياضيات. ولم يتم اكتشاف السرقة إلا بعد أيام قليلة، عندما أجرى المفتش فحصاً مجدولاً. فلم يجرؤ على إخفاء الحقيقة، وسارع لإبلاغ وكالة الأمن العام المحلية، وإدارة التعليم في المقاطعة، التي قررت إعداد اسئلة بديلة، لكنها كانت في غاية التعقيد والصعوبة،
وألقت الشرطة القبض على الطالب (يانغ بو)، وحكم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات، لكنه وجد نفسه منبوذا بعد خروجه من السجن، ورفضت الشركات توظيفه، فدمر مستقبله بهذا الفعل الطائش، وصار عبرة للآخرين. .
وفي ولاية كنتاكي الأمريكية ألقى رجال الأمن هذا العام 2022 القبض على طالبين متلبسين في محاولة لاختراق نظام حفظ الاسئلة، بعد ان تسللوا إلى الغرفة الحصينة عبر قنوات السقف، فقبضوا عليهما متلبسين حسبما ذكرت صحيفة ليكسينغتون هيرالد ليدر. .
وتعاني المدارس المصرية والسورية من شتى أساليب الغش، التي باتت منتشرة، هدفها الوصول إلى النجاح بأقل جهد ممكن، من خلال شراء الأسئلة أو محاولة الوصول إليها عبر بعض المتنفذين في الدولة. .
لا شك أن تسريب الأسئلة يحمل فداحة فى التداعيات، فالامتحانات وسيلة علمية لقياس مدى تمكن الطلاب من المعارف والمهارات والاتجاهات والقيم، التى تستهدف نظم التعليم بلوغها لتربية المواطن الصالح. إذا ما تم تطبيقها فى إطار من ضوابط السرية لضمان تحقق مبدأ تكافؤ الفرص. .
ختاما نقول: يستطيع الغشاش أن يخدع الناس بعض الوقت، لكنه لا يستطيع أن يخدعهم مدى الحياة. .