بقلم : هادي جلو مرعي …
لاعزاء للكتاب والمعلقين والسادة المحللين الذين صدعوا رؤوسنا بالشعارات الوطنية الزائفة، وضرورات حفظ المال العام، وإحترام التشريعات القانونية، وقد مضت أسابيع وهم يجترون كلمات وخطب رنانة لزعامات سياسية تعيد عباراتها الرافضة لقانون الدعم الطارىء للأمن الغذائي الذي قدمته حكومة مصطفى الكاظمي المغضوب عليها من المنتفعين منها، والتي ينطبق عليها القول السائد ( مثل السمج ماكول مذموم) وبالطبع فالذم ليس من الشعب لأن المنتفعين ليسوا هم الناس العاديين وعامة الشعب، بل هي القوى السياسية التي تناكف الكاظمي، وتلصق به كل تهم الكوكب الأزرق، حتى إن أي حدث مهما كان صغيرا يمكن لصقه بالرجل، وتحميله المسؤولية كاملة عن الإخفاقات، مع أن صناع الإخفاق هم من جاءوا به ونصبوه، وإنتفعوا منه، وبقي الرجل يوقع ويوقع ويوقع حتى لكأننا إكتشفنا مهنة ( الموقعجي) التي هي من صنف العرضحجلي والجمجقجي والأطرقجي ووووو غيرها من مهن تنتهي بالتشي تشي..
المحكمة الإتحادية ظهرت اليوم بالفعل بريئة من التهم الموجهة إليها بالإنحياز، أو ممالاة هذا الطرف، أو ذاك، فالذين قيل أنهم أثروا في قرار المحكمة بمنع تمرير قانون الدعم الطارىء هاهم الأربعاء جزء من ماكينة التصويت التي مررت القانون، وجعلته كما وصفه السيد حاكم الزاملي نائب رئيس هيئة رئاسة البرلمان إنتصارا للفقراء، ثم كيف لنواب الإطار ان يصوتوا لقانون وصفوه بقانون النهب الطارىء، وإنه سيدمر الإقتصاد الوطني، ويحيله الى التناثر والضياع، ثم يحرجوا كتابهم وصحفييهم ومحلليهم ومعلقيهم المساكين الذين تحدثوا لمرات ومرات من على الشاشات والإذاعات والوكالات محذرين ومنذرين من خطر داهم على مصلحة الشعب العراقي الذي يهدده هذا القانون.
الزاملي ونواب من التيار تحدثوا سالفا عن تمرير القانون، وإنهم سينجحون فيه، وعندما نجحوا اليوم في ذلك فقد أكدوا قوتهم، ومرروا رسالة لجمهورهم الذي لاينفك يؤيد ويساند ويشجع بلاتردد، وكسبوا نقاطا عدة في جولة الصراع، حيث حضر عدد كبير من النواب بلغ 273 نائبا إن لم تخني عيناي الضامرتان، وتم التمرير، فهل ظهر إن رفض الإطار لهذا القانون لم يكن من باب المبدئية والوطنية، وإنما لضمان مصالح حزبية لااكثر؟ ويدعم ذلك إن القانون مرر بحضور عدد كبير منهم مايعني إن أسباب الرفض كانت شكلية وكلاوات لاأكثر، والغرض منها تعطيل مسيرة التيار وحلفائه في سباق المسافات الطويلة نحو تشكيل حكومة الأغلبية التي تتعرض لضربات موجعة، وهي في طريق طويل وشائك.
ننتظر من ينتصر لنعمل معه من أجل أمل حيران، فنحن شعب مغلوب على أمره كما عهدتنا البشرية عبر (تاريخ الأسى) الذي هو عنوان مجموعة طالب عبد العزيز الشعرية التي قرأتها تسعينيات القرن الماضي عندما كنت أفكر في توفير أجرة السيارة..تاريخ مشحون على سفينة مثقوبة وآيلة للغرق.