بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
عبّر الرئيس التنفيذي لشركة سيجنال ماريتيم (Signal Maritime) عن قلقه، بقوله: (لابد من إعادة تقييم سلامة الإبحار في حوض الخليج العربي بعد احتجاز الناقلتين اللتين ترفعان العلم اليوناني). تجدر الإشارة الى إن اليونانيين هم أكبر مالكي الناقلات في العالم، لذا فإن صناعة النقل البحري ستشهد اضطرابات غير مسبوقة. .
وقال ريتشارد ماثيوز، رئيس الأبحاث لدى شركة جيبسون شيب بروكرز (EA Gibson Ship Brokers)، أن أي مالك يوناني سيفكر مرتين قبل الذهاب إلى الشرق الأوسط. سيما ان اليونان نفسها هي التي كانت سباقة في احتجاز ناقلة النفط الروسية (LANA)، في حين استولت السلطات الأميركية على النفط الخام الإيراني الذي كانت تحمله الناقلة. .
وفي السياق نفسه، طلبت شركات الشحن البحري من المنظمة البحرية العالمية (IMO) مزيداً من الإرشادات لتحديد مناطق المرور الآمن في المناطق الحرجة. وبخاصة في مضيق هرمز وحوله. وربما اصيبت ناقلات النفط اليونانية بالخوف والذعر، بعد احتجاز ناقلتين من اسطولها الكبير، وقد تسببت هذه المخاوف بارتفاع أسعار الشحن اليومية لناقلات النفط العملاقة، وبالتالي فانها غير مضطرة للمرور بالمناطق المحفوفة بالمخاطر، بينما انتعشت أسواق الناقلات الصغيرة ومتوسطة الحجم من خلال تحويل مساراتها، مع ارتفاع الطلب على الناقلات الأصغر لمسارات المسافات القصيرة. .
فهل ستعود بنا بوصلة خطوط الشحن البحري الى عام 2019، حينما اقدمت المملكة المتحدة على تنظيم قوافل الناقلات التي ترفع العلم البريطاني، وحراستها اثناء إبحارها عبر مضيق هرمز، وذلك بعد استيلاء إيران على ناقلة المنتجات النفطية (Stena Impero)، وهي ناقلة للمنتجات النفطية ترفع الراية البريطانية. .
نستنتج مما تقدم ان الملاحة في حوض الخليج العربي لم تعد آمنة، وانها أصبحت مهددة، ومحفوفة بالمخاطر، ولا تُحمد عقباها. .