بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
حتى أعرق المؤسسات الخدمية لن تقدر على النهوض بأبسط واجباتها عندما يقودها مدير أحمق، ولن تحرز التقدم المنشود حتى لو كانت تمتلك أفضل الخبراء، وقديما قالوا: (الوحدة بآمرها)، أو بقائدها، فعندما تصر الكيانات السياسية على اختيار الحمقى والمغفلين لإدارة شؤون مؤسساتنا الوطنية، فأنها بهذه الخيارات غير المدروسة تدق أول خوازيق الفشل في جدران مؤسساتنا، وتسدد صفعات موجعة ومباشرة إلى أصحاب المواهب والمهارات. .
وسبق لنا ان كتبنا عشرات المقالات التي حذرنا فيها من طغيان هؤلاء بأساليبهم الاستبدادية، وتوجهاتهم الغبية نحو اضطهاد المبدعين، فأمثالهم يشعرون بالتهديد كلما سمعوا أفكاراً جديدة، وكلما لمسوا نشاطاً متصاعداً. ولا يثقون بأصحاب الطاقات الواعدة، خصوصا عندما يعلمون بتفوق الموظفين عليهم في الخبرة والمهارة والاداء. .
قبل بضعة أيام قام أحد المدراء الفاشلين بمنع تعليقات الموظفين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. واصدر قرارته بحظر نشاطاتهم. وكان له تأثير خطير تسبب بسحق مشاركاتهم، حتى أصبح العمل معه من الأمور المزعجة، وذلك بسبب تحكمه بشكل مفرط بكل جزئية من أجزاء العمل، دون توكيل المهمات للخبراء. ورفضه إعطاء المساحات الواسعة للموظفين للقيام بالأعمال المنوطة بهم. وتبنيه سياسات إدارية مقيدة ومتشنجة بشكل متزايد من أجل تنفيذ نزواته الشخصية. من دون أن تكون لديه رؤية ثابتة للشركة، ومن دون أن تكون لديه القيم الأساسية في التحكم بالعمل، ولا يهتم أبداً بتطوير مهارات الموظفين وحثهم على التقدم الوظيفي وتحفيزهم من خلال توضيح خارطة الطريق. وشعوره بالشك الدائم فيما يقدمه الموظفون في جودته وفاعليته، حتى لو كان ناجحاً، فالمدير غير المؤهل يبث مخاوفه في كل الاقسام والشعب الإدارية والتنفيذية، ويؤثر سلباً على ثقة الموظفين بأنفسهم، فيترددون في اتخاذ القرارات، ولا يصرحون بأفكارهم خشية الانتقاد أو التشكيك والاستبعاد. .
وكان الله في عون الموظفين الذين يقودهم من هو دون مستواهم المهني والخدمي والوظيفي والاكاديمي، فما بالك لو كانت شهادته مزورة ؟. .