بقلم : المهندس الاستشاري :- حيدر عبدالجبار البطاط ..
قبل ايام مرت علينا مناسبة مرور خمسون عاماً عن الاول من حزيران ١٩٧٢ ( يوم تاميم النفط العراقي من الشركات الاستعمارية)
حيث تم تأميم حصص شركات هولندية وأميركية و بريطانية و فرنسية عقاباً لها على دعم بلدانهم لإسرائيل خلال الحرب العربية الإسرائيلية في أكتوبر/تشرين الأول عام 1973.
ولكن ما الذي بقي من التأميم ؟
حيث اصبح الجزء الاعظم من حقول العراق النفطية و الغازية من شماله الى جنوبه تحت سيطرة الشركات الاجنبية التي تم تامين النفط منها بحجة زيادة انتاج النفط الخام و استثمار الغاز المصاحب و الحر.
و لم تزداد كمية النفط الا القليل جداً مقارنة بما صُرف من اموال كبيرة و التي تصل الى عشرات المليار من الدولارات و قد ادعى النظام بان الطاقة الانتاجية للنفط ستزداد ثلاثة اضعاف ما هي عليه الان.…
و لم يبقى للعراق سوى منفذ واحد فقط لتصدير النفط عبر الخليج العربي ، بعد توقف منفذ جيهان على البحر الأبيض المتوسط و منفذ ميناء المعجز على البحر الاحمر و نتوقع كارثة بهذا الخصوص ….
وسيطر اقليم كردستان على النفط المنتج و الغاز المصاحب و كامل الصناعة التحويلية للنفط ليس ضمن حدوده فقط بل تجاوز ذلك ليشمل مناطق اخرى من العراق .
وأنشأ خطا لتصدير النفط بعد ان صادر الخطوط العراقية عبر تركيا ويسعى لبناء مثله للغاز……..
كما وان العراق تحول من مصدر للمشتقات النفطية الى مستورد لها وبلغت مشترياته عن ما يزيد عن عشرات المليار من الدولارات ولم يتم اكمال بناء اي مصفى جديد وما نزال بانتظار اكمال مصفى كربلاء اليتيم والذي مضى على التعاقد لانشائه اكثر من عشر سنوات ….
و يقوم العراق بحرق اكثر من نصف الغاز المصاحب المنتج مع النفط الخام الذي يساوي عشرات المليارات من الدولارات و بالمقابل يشتري العراق بقدر ما يحرقهُ من الغاز المصاحب بعشرات المليارات من الدولارات!!!!
و كل هذه الاموال تهدر من اموال العراقيين و الاجيال القادمة !!!