بقلم : حسن المياح – البصرة
《 الإمام الحسين عليه السلام النموذج الحر الواعي الثائر 》
— الحلقة التاسعة عشرة —
- عرض نماذج تفسيرية جزئية للنهضة والثورة والتضحية الحسينية *
شخصية { الخليفة } المراد مبايعته … ؟؟؟
يزيد بن معاوية فرض أن يكون خليفة على المسلمين من قبل أبيه معاوية بن أبي سفيان الأموي غاصب سلطان خلافة الحق من خلال الدهاء السياسي الماكر المحتال بما للشيطنة الجاهلية من تمويهات وخداعات لتحريف مقررات التخطيط الإلهي في تنصيب من يكون خليفة ، وعلى أساس هذا كان ، وخطط لسليله الماجن الخليع يزيد أن يكون خليفة ، اللذين ( هما معاوية وإبنه يزيد ، وما يتلوهما من نسل ، وإنحدار عشيرة ) ترفضهما مخططات الوحي الإلهي أن يكون الواحد منهما ومنهم خليفة يورثها لسلفه بلطجة سلطان جائر فارض ، وترغيب مال سحت حرام وفير يغني ويسمن من جوع ….. وهذا هو الذي كان …..
من هو يزيد … ؟؟؟ إنه يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ، دميم الخلقة ، ووضيع النسب ، ومهمل الشرف ، وسيء الأخلاق ، تربى في البادية عند أهل أمه ميسون ، وتخلق بخلق ترف الإنفلات الإرستقراطي المنهوب سحتآ حرامآ من بيت مال المسلمين ، وميوعة التربية مع البنات والصبايا والموالح من النساء الساقطات العبثات الماجنات المستهترات، ومزاولة اللعب والإنغماس بوادعة ودعة وراحة وإسترخاء وإستئناس بالحيوان من كلب وقطة وقرد ، وما الى ذلك بما تموج به البادية من تفسخ خلق ، وإباحة ما يطمع فيه الإبن المدلل الذي لا يحاسب على أي فعل يقدم عليه ، ويمارسة ، مهما كان نوع وطبيعة وشأن ذلك الفعل ، الذي هو المباح له كل شيء ، حتى الزنا بالمحارم ، وشرب الخمور ، والرقص ، واللهو العابث الماجن الرذيل الوضيع …… ؟؟؟ !!! بمثل هذه البيئة الفاسدة الهابطة ، وهذا المحيط الإجتماعي المجرم … ، نشأ يزيد ، وترعرع تربية شباب لهو مائع هزيل ، متواكل مخنث متكاسل ، لا يشعر بمسؤولية ، ولا هو يزيد يحسب حسابآ الى عقوبة …. ، ومن يعاقبه وأبوه معاوية الذي هو مدلله ، ومترفه ، ومطلق العنان لأي سلوك يريده يزيد ، أو يرغبه ، أو ينشده ترفآ ولهوآ وطربآ وإجرام سلوك ينافي ما هي قيم الإسلام والمروءة ، والرجولة والشجاعة ، والفروسية والأخلاق الحسنة النبيلة …. ولم يشعر يزيد المجون والعهر فرخ الطاغية السكيرالماجن المعربد النستبد الدكتاتور معاوية ، أو يسمع لحظة في حياته يزيد هذا ، ما هو الإسلام وكيف هي تربيته وتهذيبه ، ولا هي أحكام الإسلام وما هي واجباته ونواهيه ، ولم يشم عطر رائحة ، ولو نسمة خاطفة عابرة مارة على عرنين وأرنبة أنفه مرة واحدة في حياته تحدثه ، أو تشعره ، أوتحسسه ، ما هي عقيدة لا إله إلا الله ولا الإيمان بها ، ولم يفكر دقيقة واحدة في كيفية أن يكون رجلآ شجاعآ بئيسآ يمتطي جواد البطولة والفروسية ، ويصول ويجول في ساحة معركة ، ولو من نسج الخيال ، وهو شاهرآ سيفه ، على أنه بطل من أبطال البيت الأموي ، كما هم أبطال بني هاشم الذين ملئوا سوح المعارك والوغى أمجاد بطولات الآباء والأجداد فروسية علي بن أبي طالب عليه السلام ، وشجاعة حيدر ، وتقوى وعفة ونزاهة عقيدة لا إله إلا الله صولات جهاد ، وجولات أمر بالمعروف ونهي عن المنكر ….. يسجد الى عنفوان بطولاتهم وصولاتهم الحربية وجولاتهم القتالية سجود إحترام وتقدير ، وتقديس سلوك رجولي مؤمن معتقد مجاهد في سبيل تمكين حاكمية عقيدة《 لا إله إلا الله 》…..
هذه هي تربية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي الجبناء الطلقاء ، وهذا هو قوام سلوكه الهش المخنث الناعم الرذيل الخجول الجبان ، ومهما حاول أبوه معاوية أن يجعل منه رجلآ يمكن أن ينظر اليه على الأقل أنه في قوام أن ينظر اليه ولو فرصة خاطفة سريعة سرعة البرق والريح تناسب إعتلاء منصب خلافة ، حتى ولو على من هم يتصنمون معاوية إلاهآ خادعآ غاشآ مزيفآ ، ويقدسونه وثنآ جاهليآ تقدم اليه قرابين العبادة والطاعة الصعلوكية الجاهلية المنحرفة الزائفة ، فرضته تراكم ظروف الجهل والإبتعاد والعزل عما هو إسلام ، وعما هي تربية إيمانية فكرية وسلوكية بما هي مقررات الإسلام تشريعآ ، ومفاهيمآ ، وسلوكآ أخلاقيآ ، وممارسة تعامل إجتماعي …. ولا تعجب من هذا السرد الموضوعي لما هي شخصية من يكيد للإسلام ، ويعمل على الإنحراف عن عقيدته وتشريعاته ومنهج نظامه الحاكم الذي يقود الحياة ، لما يسأل كثير من الشاميين الذين كانوا تحت حاكمية معاوية لما إشتبك معاوية بنزاع قتالي مع الإمام علي عليه السلام ….. فيسألونه … وهل علي مسلم ويصلي ويصوم ….. ؟؟؟ على أساس هذا الجهل المطبق المتراكم تحجرآ جاهليآ وثنيآ صنميآ على عقول أهل الشام ، كان معاوية * خليفة * ….. ولمن …. ؟؟ ….. لرسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ، ويقود الناس الشاميين على خطى الإسلام الذي كان ينكره أبوه أبو سفيان ، ولولا أن يكون أبو سفيان من الذين شملهم عفو《 الطلقاء 》، لكان من الذين يحق عليهم القصاص والقتل ، بما كان عليه ، ويعلن كفره بالله وإنكار وجوده ، ومحاربته لرسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله ، وعدوانه لكل ما هو إسلام …….
ولما هلك معاوية ونفق جيفة نتنة ، جاء يزيد وتربع على كرسي الخلافة ، وهو لا يعرف أي شيء عما هو دين الإسلام ، وما هو الله سبحانه وتعالى ، وما هي عقيدة لا إله إلا الله ، وما هو القرآن ، وما هي خلافة رسول الله ، وما هو قضاء الإسلام وأحكامه الفقهية وقوانينه التشريعية ، وقيمه الخلقية والسلوكية الطيبة النبيلة ….. وما جاء يزيد ، وفرض بلطجة أموية تحارب الإسلام * خليفة * ….. إلا وراثة إرهابية صعلوكية جاهلية غاصبة على أساس سلوك مكيافيلي فرضه معاوية سلوك إنحراف لتعيين خليفة على المسلمين …. . ولما صير يزيد خليفة فرض بلطجة أموية مجرمة منحرفة كافرة ، قضى سنين حياته الثلاثة خليفة مزورآ مجرمآ قام بجرائم سنوية عظمى كبرى ، لم يرتكبها حتى لو جيء بكافر مجرم لا علاقة له بالإسلام ، أن يكون حاكمآ دكتاتورآ مستبدآ طاغية ، أن يفعل مثلما فعل الوغد الموبوء الزنيم يزيد بن معاوية ….. سنة قتل فيها الإمام الحسين عليه السلام وإخوته وأولاده ورجال وشباب البيت النبوي العلوي والأصحاب والأنصار المؤمنين المجاهدين الكرام ، وسبي نساء وعيال وأطفال بيت رسول الله …. وثانية أمر بواقعة الحرة أن تكون جهنمآ لاهمة لا تبقي ، ولا تذر ، قتلآ لآلاف من قراء القران الكريم والمؤمنين والمسلمين وكل من هو على خطى نهج علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهي التي تضاهي مجزرتها مجزرة كربلاء مع فارق عدم وجود الإمام المعصوم الحسين عليه السلام ….. ، وثالثة رمى الكعبة المحرمة المشرفة المقدسة بالمنجنيق ، وهي بمثابة الإعتداء على الله سبحانه وتعالى من خلال تدمير بيته المعظم المكرم المقدس ….. ومجلسه الحكومي عندما كان يجلسه يزيد خليفة حاكمآ سكرانآ ثملآ خرقة مهلهلة ، يتصدره موقع إجلال وإحترام وحاكمية ، هو قرده المفضل المكرم المحبب ، المسمى ب ( قيس ) الذي هو حبيبه ووزيره ، وصديقه ورفيقه ، وعزيزه والأقرب اليه …. ولما مات القرد قيس … حزن يزيد عليه ، وبكى ، ونحب ، وإعتزل نساءه ، ونكس أعلام دولة الإسلام الأموية المنحرفة حدادآ ، وأقام الفاتحة على روح الفقيد الأخ العزيز القرد قيس ، وهو يتلقى ويتقبل التعازي ، وتتلى سورة الفاتحة ترحمآ على روح القرد قيس《 عليه ، وعلى يزيد ، وعلى معاوية ، وعلى أبي سفيان…… اللعنة والعذاب الفاضح في قعر نار جهنم 》…ّ..
لمثل هذا النموذج الرذيل التافه ، الشارب للخمور ، واللاعب مع القرود والكلاب ، والماجن الذي يزني بالمحارم ، وغير ذلك من الموبقات والآثام والجرائم ….. أنزه نفسي والقاريء الكريم عن تعدادها وذكرها وتسطيرها ، لما فيها من هبوط وسفول ، وضعة وهبول ……….. . أقول يطلب من الإمام المعصوم الحسين عليه السلام أن يبايعه خليفة ، ويحترمه ، ويوقره ، ويطيعه ، ويكون الجندي الخاضع لخدمته ، وتحقيق أماني نزوته وخلوعته وسقوطه وآنحرافه وتميعه وجاهليته وسفاهته ، وأن يكون الإمام الحسين عليه السلام نديمه ، وجليسه《 وحاشا الإمام الحسين عليه السلام من فعل ، أو قبول ، أو حتى مجرد السماع بذلك 》الذي يشاركه شرب الخمور ، ويمارس اللعب معه بالكلاب والقرود ، ويطيعه فيما يقرر ويأمر ويريد ويرغب ، وما الى غير ذلك من هوان وذلة وإنحلال وكفر وفجور ……. ويترك الإمام الحسين عليه السلام إسلام الله ، وعقيدته التوحيدية الإلهية ، تعبث بهما العوابث ، وتدنسها الهبول والمثالب ….. وكل هذا من أجل مرضاة يزيد الخليفة الذي لا يعرف عن الإسلام شيئآ ، الذي هو قد نصب وراثة من أبيه إرهاب تسلط جاهلي مجرم ناقم على المسلمين خليفة ، من خلال دين الإسلام الذي قلنا عنه ، أنه يجهله ، ولا يعرفه ….. وكيف يتعلمه وهو السكير الثمل الخمار الذي لا يميز الخيال من الواقع ……. ؟؟؟ !!! فكيف هو يزيد بن معاوية يعتقده ويؤمن به ويطبق أوامره ، ويجله ويوقره ويحترمه …. ؟؟؟ قل لي بربك …. أي عاقل يرضى بمثل هذا أن يكون ….. ؟؟؟ !!!