بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
سرعان ما تغيرت ملامح الأرض، وسرعان ما تبدلت تضاريسها في العراق، فقد جفت الأنهار، وانطمرت الأهوار، وتمددت الصحراء، وزحفت الكثبان، وتلبدت أجواء مدننا بسحب خانقة، وتصاعدت اعمدة الدخان من فوهات حقول النفط والغاز، واتسعت مستنقعات الملوثات والنفايات، وتمردت علينا الموجات المدية القادمة من جهة البحر حتى عبرت الفاو واجتازت السيبة، وربما اقتربت من القرنة، وتصخمت (تسخمت) واجهات بيوتنا بالسواد، وهبت علينا العواصف الحاصِبة فملئت صدورنا بالحصى الناعم، وحاصرتنا رياح العجاج فأثارت الغبار، وجاءت من بعدها الذاريات التي تذر التراب في العيون. ثم اجبرتنا رياح الطوز على المكوث في بيوتنا، والطوز كلمة تركية (toz) تعني الغبار الأصفر، وهي بطبيعة الحال تختلف عن كلمة (tuz) التركية التي تعني الملح. وهكذا شاءت الاقدار ان يجتمع علينا الملح والغبار في تقلبات بيئية مزعجة. .
وليس ثمة أمل بالتصدي لعواصف الطوز والرماد والدخان والملوثات. .
يقول المتنبئون: ان التغيرات المناخية تعزى لتغير نمط الكتل الهوائية. ويقولون: ان ظاهرة التصحر ساعدت في إرتفاع وتيرة العواصف الترابية. .
هذا ما يقولونه، لكنهم لا يعلمون حتى الآن لماذا أصبح العراق فجأة من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم ؟، ولماذا تزايدت معدلات الجفاف بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، التي تجاوزت حاجز الخمسين درجة مئوية ؟. وهل لهذه التقلبات علاقة بغاز الكيمتريل، أم انها اجتمعت علينا بالصدفة ؟. .