بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
تقع أهوار (Lan Ha) في فيتنام، وتبلغ مساحتها 76 كم² فقط، أي أنها أصغر من مساحة أهوارنا بنحو 468 مرة، حيث تبلغ مساحة أهوارنا 35,672 كم². .
وعلى الرغم من الفارق الكبير في المساحة، وفي العمق التاريخي، وفي التنوع البيئي، وفي الجمال الطبيعي، أصبحت أهوار (Lan Ha) قبلة للسياح، الذين صاروا يشدون إليها الرحال من كافة ارجاء المعمورة. في حين لن تجد سائحاً واحداً يمتلك الجرأة لولوج أهوارنا في الوقت الحاضر، بل يتعذر على المواطنين الذهاب إلى تلك المسطحات المائية المهجورة. التي لا تتوفر فيها أبسط المستلزمات الترفيهية. بينما تقرأ على صفحات مجلة Travel and Leisure المشهورة إعلانات عالمية توصي الزوار بالتوجه إلى المدينة المائية العائمة فوق أهوار (لان ها). التي تحتوي على 400 جزيرة متناثرة بأشكال جميلة على شواطئها الصخرية. حيث يمكن للسياح إيقاف قواربهم في تلك الشواطئ الآمنة. وفيها خلجان للصيد، وقرية محاطة بغابات بدائية مع حماية مطلقة. ويمكن للسياح ركوب الدراجات أو ركوب السيارات الكهربائية للقيام بجولة نهارية. وهناك أيضاً أماكن للإقامة الليلية. .
ولا تسألني عن الايرادات المتحققة من السياحة الترفيهية في جزيرة (لان ها)، فقد تصاعدت كثيراً لتسجل أعلى الأرقام القياسية، وتوسعت مشاريع إنشاء الفنادق الفارهة، والمطاعم المتنوعة، والخدمات المتوفرة على مدار الساعة. .
تخيل ان أهوارنا اكبر من تلك الأهوار بنحو 468 مرة، وأجمل منها بعشرات المرات، لكنها مهجورة ومهملة، وتعرضت على مراحل متوالية للتجفيف المقصود، والتدمير البيئي الممنهج، فتشرد منها آلاف السكان، الذين عاد بعضهم بعد ذلك، لكنها ظلت مهددة بحزمة من الأخطار. .
وتزايدت المخاوف يوماً بعد آخر لدى سكان الأهوار جنوبي العراق، وتحديداً في الجبايش بمحافظة ذي قار، وذلك بفعل انخفاض مناسيب المياه التي تعد قوام الحياة، وخشية من تزايد ملوحة المياه، والتي تتسبب في قتل الأسماك والجاموس والطيور البرية المهاجرة. ناهيك عن تلوث المياه، وارتفاع درجات الحرارة في الصيف، مما يجعل المنطقة شديدة التعرض لجميع أنواع الأمراض الخطيرة. .
فالفارق بين أهوارنا وأهوارهم هو الذي يعكس صورة فشل الجهات المعنية في الاهتمام بأجمل بقعة في كوكب الأرض. .