بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
يندر ان تجتمع الظروف والعوامل والحيثيات السيئة في مشهد من المشاهد المفزعة من بطولة سفينة مهجورة بلا طاقم وبلا بضاعة، تتلاعب بها الأمواج والتيارات، فتقذفها هنا وهناك، ثم تجرفها على غير هدى لتهدد أمن الموانئ والمنشآت الساحلية، وتهدد سلامة السفن الماخرة والمتوقفة على المخطاف، وسلامة الأبراج والمنصات النفطية. .تخيل عندما تكون سفينتك متوقفة ليلا في منطقة الانتظار لتجد نفسك تحت رحمة كتلة فولاذية ضخمة زحفت في الظلام الدامس، لترمي بثقلها كله فوق سفينتك، حيث لم تنفع معها النداءات والصيحات والتحذيرات، ولا وقت لديك لتلافي التصادم المحتوم، فطاقمها مخمور وربانها يغط في نوم عميق، ولا تتوفر فيها أدنى شروط السلامة. .قبل بضعة أعوام اكتشف الصيادون في خليج مارابان سفينة شحن صدئة (Sam Rataulangi)، على بعد حوالي 7 أميال من الساحل، بالقرب من يانغون، أكبر مدينة في بورما، وفيها مقار وثكنات المجلس العسكري الحاكم ميانمار. .كانت تلك السفينة في طريقها إلى مصنع لتفكيك السفن في بنغلاديش، وكانت تقطرها سفينة صغيرة، فتسببت تقلبات الطقس القاسي في تحطم اسلاك القطر، وفصلها عن السفينة القاطرة، لتتحول إلى مارد يبلغ وزنة 26500 طناً، ولا يمكن التفاهم معه بكل اللغات الحية، كان من المفترض ان يتكفل طاقم السفينة القاطرة بمهمة إبلاغ الموانئ والدوريات الساحلية، يحذرهم فيها من مخاطر هذا الجبل الفولاذي الضخم المندفع بكل قوة، ويصعب التصدي له والوقوف بوجهه. .وقبل بضعة أعوام أيضا ارتطمت سفينة امدادات بناقلة نفط كانت متوقفة خارج الممر الملاحي لخور عبد الله في رأس الخليج العربي، ثم اختفت السفينة، وتبخرت محاضر التحقيق معها ومع طاقمها، وتم تسجيل الحادث ضد مجهول، والاغرب من ذلك ان الجهات المعنية اصدرت عقوباتها ضد الاشخاص الذين كتبوا عن هذا الحادث الغامض على صفحات منصات التواصل. نحن عندما نتكلم بهذه الجرأة وبهذا الوضوح فانما نريد قطع دابر الخروقات والانتهاكات الملاحية الناجمة عن الغباء والاهمال واللامبالاة. .وقديما قالوا: من أمن العقاب أساء الأدب. .