بقلم : المهندس كاظم الحامدي ..
ظاهرة أصبحت تظهر على صفحات التواصل الاجتماعي وخصوصا بين الشباب الذين لم يعاصروا نظام صدام حسين ولم يتذوقوا مرارته أو حلاوته وهي ظاهرة التمجيد بصدام حسين على الرغم من عدم معرفتهم بهذا الدكتاتور وما هي حقيقته وأصبحت تنطلي عليهم اي مقولة تمجيد له أو تصوير ويقومون بتكريرها دون علم ولا تفكر ولا سؤال. انا لا اريد ان أخوض في الحديث عن صدام وعن نظام صدام لأن أغلب العراقيين عاشوا هذه الحقبه ويعرفونها جيدا ولكن انا اريد ان اطرح موضوع مهم جدا يجب الالتفات إليه إلا وهو معرفة الأسباب التي دفعت هؤلاء الشباب لفعل ذلك ولماذا اصبحوا يتمنون وجوده رغم عدم معرفتهم به ويجب العمل على معالجة هذه الأسباب بدل التنكيل بهم واتهامهم بالبعثية رغم عدم معرفتهم ماهو البعث وغيرها من الاتهامات واعتقد ان من الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك هو الضياع الذي يعيشه أغلب الشباب واحساسهم بالظلم والتهميش وعدم العدالة في التعامل معهم وشعورهم بأنهم بلا حاضر ولا مستقبل فالشباب هم مستقبل العراق الذي يجب الاهتمام بهم وتوفير كافة الظروف المناسبة لهم من أجل الإبداع واعطائهم الثقه الكاملة ليكونوا أداة للبناء والتطور لا أداة للهدم والتخلف وانا بينت في منشور سابق كيف اهتمت دولة سنغافورة بالتعليم ودفعت أبنائها بكل وسيلة من أجل التعلم وكيف كانت ثمرة هذا الإجراء وكيف أصبحت من كبريات الدول الاقتصادية ومواطنوها يتمتعون بأكبر الدخول.وانا اقولها بكل صراحة أن السبب الرئيسي والمهم والذي يعرفه الجميع وخصوصا أصحاب القرار هو عدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بشريحة الشباب فضلا عن باقي طبقات المجتمع وكذلك إجتماع أغلب الأحزاب السياسية على الفساد وهدم الدولة من الداخل وتدمير مقدراتها من أجل امبراطورياتهم الحزبيه والشخصية أو من أجل مصالح الدول التي تدعمهم والابتعاد عن البناء والتطور وتقديم الخدمات وخلق فجوه بينهم وبين الشعب وخصوصا شريحة الشباب فما كان على الشباب الا أن ينتقد بشده النظام القائم ويحقد عليه واصبح يتغنى بصدام ليس حبا به وإنما بغضا وامتعاضا للذين جاءوا بعده فلو ابتعد هؤلاء عن المصالح الشخصية والحزبية الضيقة ونظروا إلى البلد نظرة البار لوطنه لما كان هذا التصرف قد صدر من هؤلاء الشباب وما كان هذا الإحباط قد تخلل إلى نفوسهم.لذا ومن أجل إعادة الشباب إلى رشدهم والى الثقة بأنفسهم وزرع حب الخير في قلوبهم وبناء أواصر الارتباط بوطنهم يجب أن تترك الأحزاب الحاكمة العنجهية والتناحر والتوجه نحو البناء وخصوصا البناء الاقتصادي واستثمار الطاقات التي يمتلكها الشباب وتسخيرها وتوجيهها التوجيه الصحيح ويكون ذلك بأعطاء الفرصة للمستقلين وخصوصا الخبراء في المجال الاقتصادي وعلى رأسهم الأستاذ عامر عبد الجبار بتشكيل الحكومة المقبلة لتكون حكومة بناء حقيقية وليست حكومة كلام ووعود كما عهدناها في ما مضى من الحكومات السابقة وليعلم الجميع أن الكيل قد طفح وإن الشعب وفي مقدمتهم الشباب لن يتحمل أكثر وهو يرى كيف تفعل الشعوب بحكوماتها الفاسدة وكان آخرها ما حدث في سريلانكا وكيف ثار الشعب ضد النظام الفاسد فيها فهي درس قريب من الأحزاب وقادة الأحزاب فعليهم أن يتعضوا منه فان ثورة الجياع قادمة لا محالة وإن جاءت لا سامح الله فالجميع خاسر..