بقلم : وليد الطائي …
في ظاهرة تدل على النفاق الاجتماعي والسياسي، والبحث عن المصلحة الذاتية لا مصلحة الوطن والناس، يخرج النواب الخاسرون والفاشلون والمنبوذون شعبيا عبر الفضائيات، وهم يقدمون النصائح والتحليلات عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية، ويتحولون إلى منظرين، ونزهاء، فيما هم كانوا خلال دورتهم النيابية، على عكس ما يتحدثون به من تعالي على الذين انتخبوهم، وغرور اجوف وانقطاع عن المجتمع، والسعي وراء المغانم، حتى إذا فشلوا انتخابيا في الدورات اللاحقة، تحولوا إلى ملائكة.
يحاول هؤلاء تعويض خسائرهم السياسية والانتخابية وفقدان الشعبية بالظهور المتكرر على شاشات الفضائيات
حتى انهم تحولوا إلى نجوم دراما، وهم يمثلون ويتصنعون، ولا يمتون بالتحليل والبحث بصلة ابدا.
والكثير من الناس تنطلي عليهم حقيقة هؤلاء النواب الخاسرين في محافظة معينة، وعلى سبيل المثال ذي قار، لان هناك الكثير في المحافظات الأخرى الذين يتابعونهم لكنهم لا يعرفون حقيقتهم، ولا حتى معرفة اسباب خسارتهم في الانتخابات.
لقد حصد هؤلاء الكثير من الامتيازات والغنائم والكومشنات، وعينوا أقاربهم واصدقاءهم خلال دورتهم البرلمانية،
لكنهم لم يقدموا إنجازا واحدا للناس الذين انتخبوهم.
اما الذين يعرفون حقيقة هؤلاء الفاشلين، فانهم يشعرون انهم تعرضوا للخيانة من هؤلاء بعدما صعدوا على اكتافهم للبرلمان، ولهذا فهم يعبرون اليوم عن استيائهم من الفضائيات لاستضافتها النواب الذين خذلوا الجمهور ثم ظهروا يتحدثون عن الحلول.
والغريب بالأمر، ان تلك الفضائيات تقوم باستضافة النائب الفاشل، عدة مرات في الأسبوع باعتباره منظرا ومحلل سياسيا ، على الرغم من انه فاشل في البرلمان، وفاشل في السياسة ومنبوذ مجتمعيا، ويبدو إن هناك علاقة مقايضة وابتزاز بين هؤلاء النواب والفضائيات.
وقد يكون لهؤلاء النواب الفاشلين غرض مستقبلي، فهم ربما يدفعون المال لتلك الفضائيات او يوعدوها بالعقود والصفقات، اذا ما سمحت لهم بالظهور بكثافة على امل ترميم القاعدة الشعبية التي انهارت بسبب عدم خدمة الجمهور، على امل الظفر بمقعد نيابي بالانتخابات القادمة، ليصعد الفاشلون مرة أخرى إلى البرلمان.