بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
بلغ عدد الصور الفضائية الدقيقة التي التقطها التلسكوب (هابل) أكثر من 1.5 مليون صورة منذ إطلاقه في عام 1990، فقد غاص في تجاويف الفضاء العميق. وصور لنا سديم النسر (Eagle Nebula)، وزودنا ببيانات تناولها العلماء في اكثر من 18000 دراسة علمية. ورصد على مدار 10 أيام في عام 1995، ما يقرب من 3000 مجرة بعيدة، ومتفاوتة في مراحل تطورها. .لكنه لم يرصد حتى الآن صورة الثور الأملس الذي زعم المغفلون انه يحمل كوكب الأرض على طرف قرنه الأيمن، ولم يرصد صورة الأرض التي قالوا عنها انها مسطحة، وتشبه طبق المندي الذي يعده (عدنان أبو الضلوع) في مواسم الأعراس. .عندما انطلق التلسكوب (هابل) لأول مرة، شكك علماء الفلك بقدرته في مراقبة المجرات البعيدة. لكن روبرت ويليامز، مدير معهد علوم تلسكوب الفضاء في بالتيمور بولاية ماريلاند، هو الذي انبرى عام 1994 لهذه المعضلة، عندما شاهد لقطات الكاميرا الثانية (WFPC2)، المعروفة بدقتها العالية، وقدراتها على التصوير في مجالات الرؤية الواسعة، وتعاملها مع الموجات الطويلة. وكرس ويليامز 10 بالمائة من وقته لمراقبة هابل، وأنشأ فريقاً في معهد علوم تلسكوب الفضاء لمتابعة اللقطات الكونية الفريدة والنادرة. .فتمحورت خطوته التالية حول اختيار بقعة في السماء لتدريب كاميرات هابل عليها. فاحتاج ويليامز وفريقه إلى منطقة مظلمة لا توجد بها نجوم أو أجسام أخرى قريبة، والتي من شأنها أن تغرق بتوهجها المجرات الخافتة، التي كان يأمل في العثور عليها. وهذا يعني أن المنطقة لا يمكن أن تكون بالقرب من مستوى مجرة درب التبانة، التي كانت مشرقة مع الأجسام الكونية. فقرر أن تكون المنطقة منطقة عرض مستمرة، أو منطقة بدون تدخل من الأرض أو الشمس أو القمر. اختار الفريق في النهاية موقعاً داخل Ursa Major، بالقرب من مقبض Big Dipper ، والذي بدا فارغاً نسبياً. لرؤية ما هو أبعد من ذلك في الزمن. .وفي النهاية، كانت رقعة السماء تعادل تقريباً رأس الدبوس ( وليس بطول قرن الثور الأملس). .فارسل لنا هابل 342 صورة منفصلة، تم التقاطها بين 18 و 28 ديسمبر 1995. الصورة التي نراها تم تجميعها من الضوء الأزرق والأحمر والأشعة تحت الحمراء. فاتاحت لنا استنتاجات معمقة للمسافة والعمر التخميني للمجرات، فالأجسام الزرقاء، على سبيل المثال ، تحتوي على نجوم شابة أو يمكن أن تكون قريبة نسبياً. بينما تحتوي الأجسام الحمراء على نجوم أقدم أو قد تكون بعيدة. .كانت معظم المجرات خافتة للغاية – بمقدار أربعة مليارات مرة مما يمكن أن تراه العين البشرية – لدرجة أنها لم تُرصد من قبل، حتى من خلال أكبر التلسكوبات. وقال ويليامز: مع ظهور الصور على شاشاتنا، لم نتمكن من تجنب التساؤل عما إذا كنا بطريقة ما نرى أصولنا الخاصة في هذا الكون الفسيح. . قال تعالى: ((والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون)). .