بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
لابد من التحذير من تطبيقات ذكية وبرامجيات خبيثة تزيد على العشرة، وضعوها في البداية تحت تصرف محبي المقالب والدعابات، لكي يتصلوا باصدقائهم بصوت منتحل، أو بنبرة مختلفة، لكنها تحولت إلى سلاح خطير لممارسة التسقيط والتشويه والابتزاز. .كانت البداية بتطبيق (Call Voice Changer) المخصص لأجهزة الأندرويد، الذي يعمل على تغيير الصوت أثناء المكالمة بصورة مباشرة، مع إمكانية إضافة مؤثرات مضحكة لتزيد من جو المرح والدعابة أثناء المكالمات..ثم جاء تطبيق (Helium Voice) للتحكم بصوتك وكأنك استنشقت غاز الهيليوم، ليبدو صوتك مخنوقاً، وتحاول طلب النجدة والمساعدة من أصدقائك. ثم توالت التطبيقات، حتى وصل الأمر الى تطبيق Changer الذي يتيح للمتلاعبين تسجيل الأصوات، ومن ثم إجراء التعديلات عليها باستخدام المؤثرات، وصار بإمكانهم دمج الأصوات معاً، أو دمج الأصوات مع التأثيرات للحصول على الجودة التي تحقق المطلوب. .ثم تطورت تقنيات التزييف العميق لكنها استخدمت لأهداف سلبية. التي يتم فيها تخليق الصورة والصورة بناءً على خطوات الذكاء الاصطناعي، بغية التلاعب بكلمات الشخص المراد ابتزازه أو الإساءة له. .ثم دخلت تقنية Deepfakes كأداة لتشويه سمعة السياسيين، واختلاق الأكاذيب، ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وذكرت شركة التأمين الإلكتروني CyberCube في تقريرها عن التزييف العميق: أن مجرمي الإنترنت أصبحوا بارعين هذه الأيام بشكل متزايد في إنشاء مقاطع صوت وفيديو واقعية باستخدام أدوات التزييف. وسلط التقرير الضوء على حالة استخدم فيها مجرمو الإنترنت البرمجيات القائمة على الذكاء الاصطناعي لانتحال أصوات المسؤولين للمطالبة بتحويل مبالغ مالية كبيرة. إنها مسألة وقت فقط قبل أن يطبق المجرمون نفس الأسلوب على الوزراء ورؤساء الكيانات السياسية. ولم يقتصر استخدام تقنية Deepfake لإنشاء صور ومقاطع فيديو مزيفة للمشاهير والسياسيين فحسب، بل تم استخدامها للاحتيال على الأعمال وسرقة أموالهم، على سبيل المثال: في أواخر عام 2019، تعرضت شركة ألمانية للاحتيال بمبلغ 220 ألف دولار أمريكي بعد أن كان التزييف العميق قادراً على تقليد الصوت لخلق صوت شخصية تنفيذية رفيعة المستوى يطالب الموظف بالدفع الفوري. .فالتزييف العميق عبارة عن ألغام افتراضية قد تنفجر في أي مكان من العالم، مثلما انفجرت مؤخراً في العراق، وبهذا الصدد نذكر انه في السادس عشر من شهر مايس الماضي أزالت شركة فيسبوك ويوتيوب مقطع فيديو يزعم أنه لزيلينسكي وهو يدعو الأوكرانيين إلى إلقاء أسلحتهم. ومع التقدم التكنولوجي سيصبح من الصعب على البشر اكتشاف أنهم يشاهدون أو يستمعون إلى محتوى مزيّف. وتعددت الدلائل على أن فيديو زيلينسكي لم يكن حقيقيا. .وابتكرت شركة مايكروسوفت العام الفائت برنامجا يمكن أن يساعد في تحديد التزييف العميق للصور أو مقاطع الفيديو، بينما وفرت غوغل للباحثين آلاف النماذج من التزييف العميق أعدتها لتوعية الناس. .ختاماً لابد من تحذير اهلنا في العراق من عمليات تزوير وتزييف التصريحات المنسوبة لكبار المسؤولين باستخدام اجهزة التقنية الحديثة، وقد انتشرت في الآونة الاخيرة مقاطع كثيرة مزيفة ومنتحلة لاثارة الفتنة وتعميق التنافر بين اقطاب العملية السياسية. من هنا وجب التحذير والتنبيه، والله من وراء القصد