بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
لا يحتاج برنامج SV2TTS سوى خمس ثوان فقط لإنتاج مقاطع صوتية تنفرد بتقليد مقبول لأي سياسي حيثما كان، وبأي لغة.فالبرنامج في حقيقته عبارة عن صندوق أدوات لاستنساخ الصوت، والتلاعب به بتغيير المقاطع، أو بالتلاعب بالعبارات والكلمات، وتغيير مواقعها، وقلب مفاهيمها، ولسنا مغالين اذا قلنا ان مقاطع الصوت التي يتم تقليدها باستخدام هذا البرنامج تمكنت من خداع الأذن البشرية بنسبة وصلت إلى حوالي 45%. لكن المقاطع الصوتية، التي تمت فبركتها باستخدام تقنية deepfake استطاعت خداع آذان 200 متطوع، فشلوا في التمييز بين الأصوات الحقيقية،)! وبين ما تم تزييفه ببرامج (ديب فيك) بنسبة 60%، مع ملاحظة أن التزييف العميق كان أكثر نجاحاً في تقليد أصوات المشاهير والسياسيين بسبب تعدد خيارات التقليد. لذا فأن توافر هذه التقنيات في الأيدي الخطأ ستعزز حملاتهم الكيدية في فبركة مقاطع صوتية قصيرة، وتوجيه هجمات قوية للتشويش على الرأي العام. .والحقيقة ان هذه التقنيات الخبيثة تعمل على إعادة تركيب الصوت عن طريق أخذ صوت الشخص وتقسيمه إلى مقاطع لفظية، أو أصوات قصيرة قبل إعادة ترتيبها لإنشاء جمل جديدة. ويمكن للمحتال أن يزعم إذا ظهرت بعض مواطن الخلل بأنه يقود سيارة أو في جلسة مزدحمة، أو شيء من هذا القبيل. . وبالتالي فان القاسم المشترك لكل المقاطع المزيفة يكمن في النقاط التالية:– معظم المقاطع قصيرة.- عدم وجود رابط تاريخي أو مكاني.- يتبنى عملية الفبركة شخص واحد فقط من خارج البلاد. – معظم المقاطع المقلدة مشوشة وغير واضحة.- ارتباط الشخص الذي قام بالفبركة بجهات خارجية مشبوهة. – تطوع المنصات الاعلامية المغرضة بالنشر والتوزيع على نطاق واسع.وقد أثارت بعض المقاطع المزيفة جدلاً واسعا في أوروبا، لكن الجهات الامنية توصلت هناك الى تحديد هوية الشخص المحتال، الذي اعترف بأنه استخدم الذكاء الاصطناعي وخوارزميات الكمبيوتر لإعادة إنشاء الصوت بشكل مصطنع. . وقد تعهدت المنصات الدولية بإزالة المقاطع المضللة، التي تم تحريرها بطرق خبيثة، آملين ان تلتفت هيئة الاتصالات والاعلام في العراق لهذه الحملات والتصدي لها. .ختاماً: لا تثق بإذنك بعد الآن، وأحذر من أصحاب الوجوه الزئبقية. .